متابعات واضاءات .
بقلم محمد الغزاوني .
يقوم السيد ايمانويل ماكرون ،الرئيس الفرنسي وحرمه ، بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية ، مساء اليوم 28 و التي ستمتد الى 30 اكتوبر الجاري( 2024.)
وغير خاف ان هذه الزيارة تكتسي أهمية بالغة تجلب انظار المتتبعين و المهتمين . خاصة وأنها تاتي في ظرفية مطبوعة بحروب بشعة ، في سياق سياسي وديبلوماسي جد مضطرب دوليا واقليميا . الى جانب كونها زيارة تاتي بعد “فعلة” قضاة محكمة العدل الاروبية. وكذلك بعد سنوات من التوتر الدبلوماسي بين البلدين ، على خلفية التنكر الفرنسي لحقائق المنطقة ولعدالة قضية مغربية الصحراء، التي تعلمها فرنسا اكثر من غيرها ، و فرنسا هي من خلق كل ما تعانيه المنطقة من ويلات وتمزقات .
ولا داعي هنا للتذكير بالصدام المسلح بين جيش فرنسا عند دخوله موريطانيا وشروعه في التوجه إلى منطقة تيرس الغربية بالصحراء المغربية .حيث اندلعت سنة 1905معركة بين جنود فرنسيين و مقاتلين مغاربة بقيادة الامير مولاى ادريس ابن مولاي سليمان وحسنة ماء العينين والتي دفعت القوات الفرنسية الى التراجع الى ما وراء تيجيكجا. ودون الدخول في التفاصيل ، نذكر فقط بمعركة ايكوفيون 1958التي انخرطت فيها الجيوش الفرنسية ضد المغرب لدعم الوجود الاسباني في الساقية الحمراء. ووادي الذهب .ناهيك عن اقتطاع مناطق شاسعة من اراضي المغرب وضمها الى مقاطعتها الأفريقية آنذاك : (L’Algerie française.) ضدا على إرادة سكانها و منها مناطق تيندوف و كولومب بشار.
ان موقف فرنسا بشأن قضية مغربية الصحراء الذي اعتمد اسلوب المناورة واللعب وراء الموقف العدائي للنظام الجزائري ، والذي دام لسنين طوال ، الامر الذي اعتبره المغاربة تنكرا ، لا يخلوا من العداء للمغرب، ولوحدة ترابه الوطني . لكن بدات حدة التوتر بين البلدين تخف ,
بعد ان عادت الدولة الفرنسية لتتبني موقفا اقرب الى الحقيقة ، والمتمثل في دعم مقترح الحكم الذاتي كمسعى مغربي لحل النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء .
الا ان العديد من المغاربة . رغم ترحيبهم بعودة التفاهم الفرنسي المغربي ، يذكرون بأن فرنسا لم تعد لموقفها الحكيم من قضية الصحراء ، ارضاءا للضمير واعترافا بالحقيقة . بل انها تفعل ذلك لاسباب اقتصادية ، وهي اهم محرك لفرنسا وراء هذه الزيارة . حيث من المتوقع توقيع اتفاقات وتفاهمات اقتصادية وثقافية .وهذا ما تدل عليه مرافقة ماكرون لوفدكبير من رجال الأعمال و الوزراء . اذ تنتظر فرنسا من هذه الزيارة تعميق الشراكة الاقتصادية بين البلدين . خاصة وأن المغرب الى جانب مكانته الاقتصادية ، فهو يفرض نفسه كقوة تلعب دورا هاما في مكافحة الارهاب والتطرف و كرمز للاسلام الوسطي .
وجدير بالذكر أن المغرب لا يمكن إلا أن يكون بدوره راغبات في تصحيح العلاقات مع فرنسا الدولة الهامة أوروبيا ، والعضو الدائم في مجلس الأمن الدولى .ولعل هذا ماسنلاحظه من حفاوة الاستقبال الذي سيخصص للرئيس الفرنسي ، وما سيتخلله من مراسيم رفيعة المستوى .