مدوخة الأسرة 2023

2024-03-11T21:07:14+00:00
2024-03-11T21:30:59+00:00
كتاب واراء
11 مارس 2024
مدوخة الأسرة 2023
رابط مختصر
حسن مناوي

مجرد رأي

مدوخة الأسرة 2023

كنت آثرت التزام الصمت منذ مدة وصمت عن التدوين، لا لشيء، سوى لأني عاينت موجات من السفاهة والانحدار القيمي والأخلاقي، حيث أصبح الخوض فيه ضربا من الحمق وإهدارا للوقت والجهد..

تابعت منذ أن أعطى ملك المغرب تعليماته السامية، للقيام بتعديلات في بعض ثغرات مدونة الأسرة، صخبا وجدالا عقيمين. بدأنا نرى نفث السموم والكراهية من على صفحات الفضاء الأزرق ووسائل التواصل الاجتماعي، في غياب شبه تام لما يسمى اعتباطا بالإعلام الرسمي، نعاين يوميا حربا حامية الوطيس،الكل يدلو بدلوه ويفتي ويقرر ويحلل… تسريبات وإشاعات من أجل خلق فتنة وجو مكهرب بين مكونين جنسين خلقهما الله من أجل التساكن والتراحم والالتحام حد التلبس، من اللباس.

ما نراه اليوم من ترهات، يؤكد بلا شك تكالب وتحالف قوى خفية لزعزعة نواة الأسرة التي كانت بمثابة الخلية المنتجة لفكر متنور ولتوازن مجتمعي صحي، فمنذ سنين ونحن نرى أنواعا من النفخ السلبي والشحن المدسوس، في أنا المرأة، لجعلها تخوضا سباقا محموما مع شقيقها الرجل، تحول إلى حرب ضروس، تستباح فيها جميع أشكال الضرب والتنكيل، ولجعلها أيضا عنصرا مندمجا في مخطط شمولي، هدفه التمييز والتفرقة والاستقواء..

من جانبي أرى أنه من الواجب الالتفاف حول قضايا جوهرية ومحورية كضمان السكن والتطبيب والتعليم، وهي أولويات لا محيد عنها لكرامة المواطن والتي بدونها، ينعدم الاحساس بالأمان والطمأنينة.

إن التقليد الأعمى للغرب، ومحاكاة واستنساخ تجاربه المنبثقة من بيئته، ما هو إلا حق أريد به باطل، يتحدثون عن زواج القاصرات الذي لا يشكل إلا نسبة ضئيلة ومحدودة لا تتجاوز 45 ألف حالة في بلد يبلغ تعداد سكانه أكثر من 41 مليون نسمة، ولا يلتفتون إلى شريحة كبيرة من القاصرات اللواتي يشتغلن في بيوت الأعيان والمسؤولين الحكوميين كخادمات، ناهيك عن فئات كثيرة من القاصرات اللواتي يمتهن الدعارة والبغاء في المدن السياحية.

ومن الغرابة في الأمر، أنه ومنذ تولي الحكومة الحالية لمهامها، هناك وزير لا يتوانى في كل لقاءاته ومداخلاته السياسية. في دعم تمرير مشروع قانون لعدم تجريم العلاقات الرضائية.. وهو ما يبيح نشر الزنا وشرعنة الجنس خارج إطار الزواج..

إن إصلاح مدونة الأسرة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار خصوصية البلد وتوجهه الديني، فالثوابت لا محيد عنها لضمان الاستقرار ولاستمرار الدولة التي يترأسها جلالة الملك، كما يجب إشراك كل المعنيين بالأمر من علماء أجلاء وقضاة وسوسيولوجيين إلى جانب كل ممثلي شرائح المجتمع، حتى نسد الطريق على كل خدام، بضم الخاء، الأيديولوجيات والسفراء المأجورين المهرولين والمنبطحين الذين يخدمون أجندات أجنبية معادية للوحدة والاستقرار الوطنين، وكذلك لذر الرماد في عيون حساد بلدنا الحبيب..

وكل عام وأنتم حسادب

قلم: حسن مناوي