شفيق الادريسي
-1-
شمعةُُ واحدة تكفِـي
لِغرفة طالَها النسيان
على امتداد شارع أعرج
عبثـاََ،
كنتُ أصدُّ سُعار الريح
مِن سِياجات عتيقة
أسحبُ حزني،
على مومياء المساء…
– 2-
كيف لِـي
أن أقف
على مرآةِ المـاءِ
وأن أمشي وحيداََ
على شفاهِ الليل المُتَهجِّد
وعيناي مُتعبتَان…
أنظُرُ إلى وجهي الشَّاحب
كَوردة منكمشَةٍ
لا تَجَرأَُ على النُّهُوض.
– 3-
ككُل مسـاء،
أتنفَّسُ شِعراً
ينسابُ
مِن جداول بُحور أُمّي
فتعلُـو روحـي
وأبدُو كطفـلِِ
ينامُ على حديقة النسيان.
– 4-
بِالأمـس،
كان سكونُ الليل
يَعـزِف،
على أنغام أقداحِ النّبيذ
أغلقتُ مِذياع مسكنِي
وكما الظمآنُ
في جُرعته الأخيرة
أطفأتُ أنوار يَقظتـي
بين شفاهِِ وردي
قابضـاََ جَمرة الغواية.
– 5-
مُنْزَوِيـاََ…
على هامش الطريق
أتطلـعُ…
إلى ابتسامة القمر
في ليلة غائمة…
مَنْ يَصدني
عن وحشَـة
الأمسيات الخالدات
حيث يَنسابُ الشوق
لِشتاءِِ دافـئ…
– 6-
في زُرقة السَّمـاء
ورثتُ هَدير المـوج
مِن أوَّل صرخةِ الولادة
أرتشفُ كؤوس الحُلم
بين ألَـم الرحيل
مِن عبَـق
النَّشوة المُتأرجحِ
بِنَدى العِطر المُشتَهَـى.
– 7-
مَرَّتـان…
مَررْتُ مِنْ شُبَّاك ذاكرتِي
رأيْتُ يمامَةً،
ترتَدي خيمةً سوداء،
تَرمُقُ أظافِرها…
بينَما شَعرُها الأسود
يُرَمِّم عِقْدَها…
بِخُطوات شاردةٍ.
– 8-
علَى خيوط الذَّاكِرة…
أنْقُش تمِيمَةً،
فِي بِركة المَاء الآسن
مُطَرزَة بِجمْرةِ عِشْقٍ…
بِرُخَام المجَازات
وخلْف قطْرة حِبْرٍ
تفيضُ شهقَة رُوحي
تعبُرُ خاصِرة الوَجْد
– 9-
مِن وجَع الأحـلام
دخلتُ مَرايا الصّمت
من كلِّ الجهات…
رأيتُ في المنام
زورقِـي،
يرقصُ في بحر الكلمات
لكني غرقتُ،
في منتصف الطريق
أحملُ ما تبقًَى،
مِن فُقاعات الهـوى
بَين تَجاويف،
نُتُوءات الشُّعراء
– 10-
كُلَّمَا أَمعنتُ النَّظَر
فِي ظِلِّي
فَاجأنِي شُحُوب الْعُمْر
كَأن الزَّمَنَ تَوَقَّفَ
فِي حَوْصَلَةِ الغَيمةِ
لَوْلَا مَطَر الشِّعْرِ،
وسُنبُلة الْقَصِيدَة.
– شفيق الإدريسي-