تبعا للإجتماع الذي عقدته السيدة ليلى بنعلي وزيرة الإنتقال الطاقي والتنمية المستدامة مع مسؤولي الفدرالية الوطنية للفاعلين المنجميين بالمغرب ،بتاريخ : 01 يونيو 2023 ، الذي تعهدت من خلاله السيدة الوزيرة المحترمة بإشراك الفدرالية عبر سلسلة اجتماعات من أجل إعداد اصلاحات تشريعية وتنظيمية مرتقبة ، والعمل على تبسيط وتسهيل المساطر و الإجراءات الإدارية وتسريعها ، والبحث عن السبل الكفيلة بمعالجة معيقات الاستثمار المنجمي ،لتحسين مناخ الأعمال ببلادنا وضمان جاذبيته.
تبعا لذلك انعقد الاجتماع الأول يومه الاثنين 10يوليوز 2023, بالمقر المركزي لوزارة الإنتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالرباط ، مع اللجنة المكلفة من طرف السيدة الوزيرة ، بإعداد استراتيجية جديدة للنهوض بقطاع المعادن وتطويره .
وذلك برئاسة الدكتور عبد الله متقي ، الكاتب العام السابق للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن ،
عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حاليا .
وقد تميز هذا الاجتماع بطابع الحوار الهاديء والبناء ، اتسم بالعمق وبعد النظر والوضوح والشفافية والجدية والمسؤولية ، حيث تمت من خلاله مناقشة سبل النهوض بقطاع المعادن باستثناء الفوسفاط ، وتحديثه وتنميته مع استشراف الافاق المستقبلية للصناعات التحويلية المعدنية على المستوى العالمي ، و الأخذ بعين الاعتبار التحولات الكبرى التي تعرفها مجالات البحث العلمي ، المرتبطة أساسا بالطاقات البديلة والتطورات التكنولوجية المعاصرة في إطار جهود المملكة لتحقيق الإنتقال الطاقي و التنمية الشاملة والمستدامة والسيادة الصناعية.
وقد تقدمنا كمسؤولين بالفدرالية
الوطنية للفاعلين المنجميين ببسط المعالم الرئيسية لرؤيتنا للنهوض بقطاع المعادن وتطويره وتنميته ،
والتي تتلخص فيما يلي :
1- تأكيدنا على قاعدة انطلاق أساسية وحاسمة ،وهي التأسيس لعلاقة جديدة بين مختلف الفاعلين والمتدخلين في القطاع المعدني ،تطبعها الثقةوالحوار والتواصل الدائم والتشاور والشراكة والتعاون والتنسيق والتكامل وتبادل المعلومات والمعطيات والخبرات والتجارب .
لأن النهوض بالقطاع مسؤولية ومهمة الجميع ، نجاحه ربح للجميع ،وفشله خسارة للجميع .
في مقدمتها المصلحة العامة للوطن وللاقتصاد الوطني والتنمية المجالية والمحلية.
2- لا يمكن النهوض بالقطاع المعدني ببلادنا دون النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمقاولات المنجمية الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، التي تشكل أزيد من 80٪ من مجموع المقاولات المنجمية النشيطة ببلادنا ، و كذلك المنجميين التقليديين .
وذلك بمواكبتهم ، ودعمهم ، وتشجيعهم ، وتحفيزهم، من أجل تنميتهم والإرتقاء بقدراتهم التنافسية .
3- اعداد مشروع قانون جديد متعلق بالمناجم يعتمد المرونة والعدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص ،يحافظ على الحقوق والمصالح الاقتصادية والاجتماعية المكتسبة ،ويوفر بيئة تشريعية وتنظيمية وادارية ، داعمة ومحفزة للمقاولات المنجمية الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة ، وملاءمتها مع أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية ، ومراعاة خصوصياتها و تفهم طبيعة الاكراهات والمشاكل والمعيقات التي تتخبط فيها هذه المقاولات التي تعاني الهشاشة والعديد من الصعوبات التي تهددها بالافلاس في أول أزمة تعترضها ، نظرا لضعف هامش المخاطرة لدى هذه المقاولات .
4- تبسيط وتسهيل المساطر والإجراءات الإدارية وتسريعها واحترام الاجال القانونية والحد من البيروقراطية ، خاصة اعداد منصة رقمية في أقرب الآجال الممكنة ، واعتماد المراسلات واصدار الوثائق الالكترونية ، وتقليص المدد الزمنية لمعالجة الطلبات ومنح الرخص ، لأن سرعة تدبير الزمن الاستثماري يعتبر اليوم محددا اساسيا للتحديث والتطور والنجاعة في جلب الاستثمار وتحسين جاذبيته.
5- التنسيق المشترك بين كافة الفاعلين في القطاع المعدني للتحرك المنظم لدى جميع المتدخلين في القطاع من أجل إيجاد الحلول اللازمة للمشاكل والمعيقات التي تعرقل الاستثمار المنجمي.لتمكين المقاولات المنجمية من تطوير ادائها و القيام بأدوارها الاقتصادية والاجتماعية والتنموية ، من أجل توفير فرص الشغل ورفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني والتنمية المجالية والمحلية ومساعدتها على اكتشاف الثروات المعدنية وتعبئتها وتنميتها .
6- تشجيع ودعم كل مايتعلق بعمليات البحث والتنقيب و توجيه المنجميين للاهتمام باكتشاف مكامن معدنية جديدة والمعادن الاستراتيجية ، ودعم وتحفيز مبادرات تثمين المنتوجات المعدنية وتركيزها وتوطين الصناعات التحويلية المعدنية ببلادنا ومواكبتها.
ولايفوتنا أن نتقدم بكامل الشكر والتقدير للسيدة الوزيرة المحترمة على وفائها بتعهدها والتزامها ، وتفعيلها لهذه الدينامية الجديدة لتشجيع الاستثمار المنجمي بالمغرب.
كما نتقدم بالشكر الجزيل للسيد رئيس اللجنة الدكتور عبد الله متقي ، و للسادة والسيدات أعضاء اللجنة الموقرة في مقدمتهم الكاتب العام بالنيابة مدير المعادن والهيدروكربورات السيد عبد العالي لفداوي،على حسن الاستماع وإدارة الحوار.