كان المرحوم الأستاذ عثمان عبيد مدير التشريع بوزارة العدل، نورا ساطعا، فهو نور بفكره و وجدانه و أشواقه و جميل عمله. و حين نعي إلي خبر وفاته ُلْذتُ بالوهم وفق ما جاء في قول المتنبي:
طــوى الجــزيرة حتى جــــاءني خبـــر *** فـــزعت فيــه بـــآمـــالي إلىّ الكــذب
لكن سرعان ما تبدّد هذا الوهم تحت سطوة الواقع الأليم، و عندئذ شعرتُ بأن الزمان قد توقَّف و المكان قد اختفى و الظلام قد ساد و الطبيعة قد اختل توازنها، و أجدني قد أسلستُ قِيادي للشعر علّه يطفئ بعض الغُلَّة: