حاورته: منى بنحدو
شخصية اليوم جمعت ما بين القانون والفكر الإبداعي سخرت القلم لتنير الديجور وتستخدم الحرف لترسيخ القيم الإنسانية والمفاهيم العدلية .
الكاتب الإماراتي **عادل عبد الله حميد** هو باحث في مختلف المجالات الشرطية الأمنية وبما أن المناسبة شرط فهو عضو في **اتحاد كتاب وادباء الإمارات.**
آخر إصدارته كتاب عن المغفور له – بإذن الله – الشيخ **صباح الأحمد الجابر الصباح ** رئيس دولة الكويت سابقاً .
دعوني أتعرف وإياكم على جوانبه الخفية ومن أين يستمد إلهامه وأرضيته للكتابة .
أهلا وسهلا بك معنا .
1ـ نبدأ معك من البداية كيف ومتى اكتشفت ميولاتك الأدبية ؟
*البداية مسيرتها انطلقت في المرحلة المدرسية – الإعدادية – ما قبل المرحلة الثانوية، كنت أشارك باستطلاع رأي الناس في جريدة الاتحاد الإماراتية مع نشر بعض المقالات والخواطر التي تعبر عما يدور في خلجات الصدر وما نلاحظه في الأمور اليومية ، نحاول قدر المستطاع تسليط الضوء عليها من خلال مشاركة المعلومة بالنصح، الإرشاد والتوعية ، بنظرية الحيادية والتجريد بعيدا عن الشخصنة ،وهذا بشكل او آخر يجس نبض القارئ عبر ما إذا تمكن الكاتب من آليات ووسائل الكتابة و قدراته الأدبية، وهل ما يقدمه ويطرحه للنقاش هو مقبول لدى الجمهور ،وفعلا تحقق المبتغى ، إلا أن مسار الحياة اختلف عندما توظفت بالأعمال العسكرية وبعدها الشرطية، ليأخد العمر منحنى آخر ، ولكن شغف الكتابة ظل يلقي بظلاله وثقله لتأتي باكورة أعمالي الأدبية في عام 2016م في البحث الموسوم ” بالإدارة الحديثة لمنظومة المعلومات الأمنية – مفاهيم و تطبيقات – مع الخبراء المشاركين الأستاذ الدكتور. محمد الأمين البشرى ، والدكتور.إبراهيم حمد الهنائي، وأخوكم عادل عبد الله حميد .
كان بمثابة التحدي الأكبر لكونه أول كتاب أصدره وأيضا كان الأوحد بهذا المجال إضافة إلى أهميته الأمنية ، فعلا قد وجد أصداء القبول من أصحاب الاختصاص بشكل خاص والجمهور بشكل عام ،
لتتوالى إصداراتي الأدبية المختلفة .
2ـ إذن الشرارة كانت مع باكورة أعمالك لنعد لإصدارك الأخير ،تناولت فيه دولة الكويت في كتابك الموسوم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – عميد الدبلوماسية العربية ، ماذا يمكنك القول عن هذا الكتاب أقل ما يقال عنه تاريخي ؟
كانت الكويت دائمًا تتمتع بحكم رشيد وإدارة حكيمة، وهذا ما تجسد في الحكم المتتالي في الفترة الحالية منذ تولي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – طيب الله ثراه – الحكم منذ عام 2006م، وحتى عام 2020م، حيث كان رمزًا للحكمة والدبلوماسية؛ فقد عمل على تعزيز دور الكويت في الساحة الدولية عبر تبني سياسة خارجية متوازنة وداعمة للسلام. كما كان له دوراً بارزاً في الوساطة في العديد من النزاعات الإقليمية، مما عزز مكانة الكويت كوسيط نزيه وقوة إيجابية في المنطقة والعالم.
بعد وفاة الشيخ صباح الأحمد ؛ في عام 2020م، تولى الحكم الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح (2020- 2023م) – طيب الله ثراه – ومنذ توليه الحكم، واصل الشيخ نواف النهج الحكيم لسلفه، مع التركيز على تعزيز الوحدة الوطنية والتنمية المستدامة، حيث شهدت فترة حكمه تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق مزيد من الاستقرار الاجتماعي والسياسي، مع الأهتمام الخاص بالتعليم والصحة.
ثم جاء من بعده صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى منصب أمير الكويت منذ 16ديسمبر 2023م، ليكمل مسيرة الإصلاح والتنمية.
الكويت اليوم تقف كشاهد على الجهود المشتركة لقادتها وشعبها، حيث يتمتع المجتمع الكويتي بروح التعاون والتضامن، مدعومًا بحكومة تسعى لتحقيق الرخاء والاستقرار للجميع. إن رؤية الكويت المستقبلية تعكس إصرارها على مواجهة التحديات وتحقيق التقدم، مع الحفاظ على قيمها التقليدية وأصالتها.
إن الحديث عن دولة الكويت وأميرها الراحل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح القائد الإنساني الاستثنائي حديثا ممتعا وذو شجون لما للكويت من قيمة ومكانة عالية وغالية في قلوب العرب قاطبة، بالإضافة إلى عظمة الأدوار الناجحة والراسخة والمليئة بالإنجازات التي لا تبرح الذاكرة والوجدان التي كان يقوم بها سموه (رحمه الله) في تاريخ البشرية على مدى أكثر من نصف قرن.
وفي هذا الكتاب تم تسليط الضوء على بعض الجوانب المضيئة التي صاحبت مسيرة القائد الإنساني والدبلوماسي والاستثنائي سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح؛ تقديراً وعرفاناً لجهود سموه العظيمة في دعم واستجابة الأوضاع الإنسانية، وتقديراً وعرفاناً لقيادته الرشيدة والحكيمة والملهمة التي جعلت دولة الكويت الشقيقة وشعبها ومن عليها في عيشة راضية وسعادة وطمأنينة – طيب الله ثراه.
علماً أن الكتاب يتضمن تسعة فصول وهي : الكويت ونظام الحكم، الشيخ صباح حياته ونشأته، ملامح الفكر السياسي للشيخ صباح، القضايا المتضمنة في أهم خطب الشيخ صباح، شذرات من أقوال الشيخ صباح، رحيل الشيخ صباح، ملحق دستور دولة الكويت، رحلة ذكريات والبوم صور ووثائق .
3ـ إبداعاتك مختلفة وذات تيمات متعددة مثلا كتابك *جريمة غسل الأموال** مناصفة مع الأستاذ الدكتور محمد الأمين البشرى محجوب ، كيف عالجت هذا الموضوع الذي ينهك الاقتصاد الصحي وتستفحل فيه الجريمة المنظمة؟
بكل فخر لدينا في دولة الإمارات لجنة عليا للإشراف على الاستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ومن خلال اسم اللجنة يتبين أنه يوجد ارتباط وثيق بين الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب،مشكورة هذه اللجنة الموقرة على جهودها المبذولة ووضع الحلول المناسبة وتعزيز الإجراءات، ولكن ليس كل فساداً او غسلٌ للأموال يكون وراءه مجموعة إرهابية ، قد تكون هناك مصالح ومنفعة شخصية أو تقاضي رشاوي ،استغلال النفوذ والوظيفة.
وبشكل عام تواجد اتفاقيات وقوانين وتشريعات رادعة وآليات لتطبيق تلك التشريعات بالعدل والمساواة ، تعد عاملاً مساعداً على عدم انتشار الفساد بشكل كبير.
ولاشك أن القوانين ونظم إدارة الدول وخدماتها لها دور هام في الوقاية من الفساد . فعلى سبيل المثال – لا الحصر – بادرت دولة الإمارات العربية المتحدة بسن تشريعات عقابية رادعة تحسباً لما قد يأتي به ضعاف النفوس من اعتداء على المال العام أو إساءة استغلال السلطة الوظيفية الممنوحة لهم . حيث بادرت الدولة بالمصادقة على الاتفاقيات الدولية والاقليمية الرامية الى مكافحة الفساد، ووفرت وحدات إدارية وأمنية للمتابعة والتفتيش والرقابة والتدقيق السنوي على الأموال العامة كما سنت تشريعات خاصة تنظم شروط وواجبات وأخلاقيات المهن للموظفين العموميين مع وضع تدابير المحاسبة والمساءلة . وفوق ذلك كله حرصت دولة الإمارات على تأمين استقلال القضاء بالقدر الذي كفل العدل والمساواة أمام القانون. وبذلك فإن الاتفاقيات والقوانين والتشريعات تحد وتكافح وتجرم ولكنها لا تستطيع اجتثاث كل الفساد ، ذلك لأن المستجدات التي طرأت على أساليب الفساد والجريمة التنظيمية أو الجريمة المنظمة غدت معززة بأسباب الفساد ودعم المفسدين في ظل التطور التقني لنظم المعلومات والاتصالات المعقدة، والتي تجعل الجهود تتضاعف أكثر لملاحقة العمليات المالية وتداول الأموال بين المفسدين وعصابات الإجرام التنظيمي أو المنظم. ولذلك يعد الفساد ظاهرة دولية تمس جميع المجتمعات والنظم الاقتصادية على المستويات الإقليمية والدولية وتنتشر في شبكات سرطانية – كما يصفها البنك الدولي – لتغطي مساحات غير محدودة في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية ذات العلاقة بالاقتصاد ومصادر التمويل ، مما يجعل التعاون الإقليمي والدولي وتضافر الجهود أمراً ضرورياً لمواجهة هذه الظاهرة.
3 ـ هناك أيضا عنوان كتاب أثار فضولي هو **جوهر شخصيتي** هل يمكنك أن تقربنا منه أكثر ؟ بما أنه جمع بين الثنائيات الكونية والانسانية ؟
في أثناء الكتاب – جوهر شخصيتي – تجدون مجالاتي التَأَمَّلية والتَعْبِيرية ، وتجدون جوهر شخصيتي ، وخواطر روحي ، ونظرتي للحياة ، وخبرتي الشُرْطية ، وحبي لدولتنا الإمارات العربية المتحدة ولقيادتنا الرشيدة ؛ وهي قطرة من بحر المحبة التي لا تعبر كل التعبير أنما قطرةٌ منه. وهي أيضاً مَطَرَة من غيث الوجدان صبت وانتشرت وبللت جفاف عروق الكتابة وحولت مبعثرات قِيمات ؛ لم تكن لتتجمع لولا فكرةٌ عميقة تأججت بعد دوران سنين وسنين في خاطري وخافقي لتكون على ورق ماثل أمام القراء والمتابعين وذوي الاهتمام ويستشهد به أبنائي أحبابي عما أجتهد به وكتبته ونشرته ؛ والذي يعبر عن جوهر شخصيتي الإنسانية ،الاجتماعية ،العملية والاستشرافية والمحبة بكل إخلاص وتفاني لقيادتنا الرشيدة ( جزاهم الله عنا خير الجزاء ) .
4 ـ تحدثت أيضا عن موضوع شائك متشعب ومتعب تعاني منه كل الدول وتتبناه عدة منظمات دولية وغير دولية و جمعيات حقوقية المتمثلة في العنف الأسري وسميت كتابك **الجهود الدولية لمكافحة العنف الأسري ** أي مقاربة بين ما هو دولي ومحلي؟
يعتبر العنف الأسري من الظواهر الاجتماعية التي تشغل بال المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، خاصة في هذا العصر الذي توافرت فيه أدوات وطرق تنفيذ العنف الأسري وأسبابه.
ومع تنوع الثقافات وسهولة حركتها عبر الوسائط الذكية للإعلام الاجتماعي والتداخل والتقارب بين المجتمعات أصبح مفهوم العنف الأسري لا يستثني العادات والتقاليد الموروثة للمجتمعات المحلية مثل القدر المعقول من الشدة مع أفراد الأسرة بقصد تأديبهم وتوجيههم لما ينفعهم ويساعدهم على بناء مستقبلهم. إن مفهوم العنف الأسري الذي تطرقنا إليه لا يقتصر على استعمال القوة المفرطة ضد جسم أحد أفراد الأسرة بالقدر الذي يسبب الأذى الجسيم أو الموت. فالعنف الأسري على هذه الشاكلة لا تقره الشرائع السماوية ولا القوانين الوضعية ولم تعرفها تقاليد المجتمعات القائمة على أساس الأسر الممتدة التي تربط بين أفرادها المحبة والوئام والاحترام المتبادل.
الجديد في هذا البحث هو طرح مشكلة العنف الأسري كمسألة بدأت ترتبط بالموجهات والقواعد الدولية التي بدأت تفرض نفسها على كافة المعاملات والسلوكيات الإنسانية. إننا في ظل المتغيرات الدولية والنظام العالمي الجديد أصبحنا جزءا من المنظومة الكلية للمجتمع الدولي، فالأسر العربية آخذة طريقها نحو الانفتاح على العالم الخارجي. إن حالات التزاوج بالأجنبيات والأجانب والتواصل الاجتماعي بين الشعوب وامتداد المصالح المشتركة عبر الدول والقارات، جعل المجتمع الدولي ينظر إلى خصوصيات مختلف الأمم والمجتمعات بعين الاعتبار والفحص والمراجعة والتقويم والإصلاح، حفاظا على مبادئ حقوق الإنسان وضمان الأمن والسلم العالميين.
إنه من متطلبات المجتمع الدولي المعاصر الذي أسهمت دول العالم في إرساء قواعده ومبادئه من خلال المعاهدات والاتفاقيات الدولية المبرمة خلال القرن المنصرم، أن نعمل على دراسة كافة المشكلات الإنسانية والتعرف على حجمها وأسبابها والشروع في معالجتها بما يتوافق مع تلك المعاهدات والمواثيق الأممية، قبل أن ترصدها منظمات حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الطوعية التي سخرت لرصد خروقات الدول والمجتمعات التي لا تلتزم بهذه المعاهدات والمواثيق الدولية التي اعتمدتها عن طواعية.
يقوم هذا البحث على إحصاءات جرائم العنف الأسري المنشورة لعدد من الجهات المتخصصة في رصد قضايا العنف الأسري، علاوة على بيانات تم جمعها من بعض الدول العربية للوقوف على حجم وأنماط الأفعال التي تعتبر من العنف الأسري في تصنيف المعايير المعتمدة في الاتفاقيات الدولية. يقع هذا البحث في خمسة فصول :
الفصل الأول: البحث.
الفصل الثاني: نتناول فيه الإطار النظري للبحث والدراسات السابقة.
الفصل الثالث: يعنى بمفهوم العنف الأسرى وأبعاده.
الفصل الرابع: يناقش العنف الأسري في الدول العربية في ظل المتغيرات الدولية في كافة الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية.
الفصل الخامس: تجربة دولة الإمارات في مواجهة العنف الأسري.
واختتم البحث بالنتائج والتوصيات. وبالله التوفيق …
ختاما نشكرك ، سعدنا بتواجدك معنا، وبهذه التفاصيل المترعة بتفانيك من أجل تقديم الأفضل لدولتك الإمارات الصديقة والغالية ، مزيدا من الإبداعات الفكرية المنيرة للعقول.
