أجرت الحوار : منى بنحدو
هو ممثل مميز شكلا ومضمونا يتحدث الإنجليزية بطلاقة ولكنه مفعم باللغة العربية .
لعب مؤخرا دور أكسبه العديد من المتتبعين والمعجبين في الوطن العربي، ألا وهو دوره في فيلم ” حياة الماعز* أحد أبطاله الرئيسيين، إنه الممثل “ريك اباي* فنان من أصل سوداني مقيم بالإمارات العربية المتحدة ، لديه تجربة في قناة أبو ظبي، وصل لعالمية السينما من خلال هوليود و بوليود ، شارك في عدة ورشات وأفلام لديه سجل حافل، لواءه المثابرة وعدم الانهزام ، ينحت في الصخر ليصل للقمة ومن منا لا يسعى لذلك إلا محدودي الأفق.
اليوم نسعد بالتعرف عليه عن كثب ,يفتح لنا قلبه نستمتع معه ونستفيذ من تجربته السينمائية.
أهلا وسهلا بك معنا ، أولا دعني أحييك على دورك في فيلم *حياة الماعز” الذي أثار جدلا بين مؤيد و معارض وهذا إن دل يدل على نجاح الفيلم لأن الشجرة المثمرة هي التي تحذف بالطوب كما يقال.
1-س : قبل أن نغوص في طياته وكواليسه ،دعني أعرج بك قليلا في نوستالجيا البدايات كيف ومتى ؟
1ـ شكرا لك ، أعتقد أنك أول من يجري معي مقابلة من المغرب ، سأبدا من النهاية عندما ولد أخي أبو بكر (الرور) مصابًا (بشلل دماغي)، انضم إليّ أيضًا، إنه ممثل غير عادي وأفضل مظهرًا وأكثر موهبة.
بالنسبة لبداياتي كانت أثناء المدرسة الابتدائية، كنت مشهورًا بعروض المسرحيات المدرسية ،و معروفًا بالإبداع والترفيه. في إحدى المسرحيات كنت مذيعًا أختبئ تحت مكتب المعلم هذا بالثمانينيات بعيدًا عن أعين الجمهور، كنت ألعب دوري وسط تصفيق حار في كل مرة.
عندما كنت في الصف الثاني، شاهدت فيلمًا تلفزيونيًا كان له تأثير كبير عليّ. لدرجة أنني قمت بكتابة الجزء الثاني منه ،و عرضته على معلمتي أعجبت به كثيرا وأرادت مشاهدته. كان يجب عليك أن تري وجهها عندما أخبرتها أن الفيلم غير موجود وإنه من تأليفي. من المضحك الآن أن أفكر فيما حدث بعد ذلك. كما تم اختياري مع مجموعة منتقاة لأكون جزءًا من فريق احترافي لأوبرا “هانسل وجريتل” بقيادة السيدة هيلين تشامبرلين عندما كنت في السابعة من عمري. بعد التدريب لمدة 3 أشهر على صوتنا وأدائنا. في ليلة الافتتاح، كرهت ذلك لأنني كنت مقترنًا بزميلين في الجوقة. كان أحدهما يعاني من رائحة الثوم وكان الآخر يضربني بمرفقه في الضلوع. ولجعل الأمر أسوأ، أصبت بالأنفلونزا في ليلة الافتتاح. أردت أن أترك ذلك ،لكن أمي علمتني أن أحترم التزاماتي. وبقدر ما كرهت تلك الليلة، فقد حظينا بتصفيق حار، حتى أختي الصغيرة أعجبت بها أيضًا و صرخت باسمي . والأمر المضحك أنني عقدت عهدًا مع الله بأنني لن أؤدي مرة أخرى.
هناك أيضا الكوميديا، في الثانوية كنت مهرج الفصل المقيم والفنان الترفيهي. لكنني لم أقم بأي مسرحيات، بل كنت مهتمًا بأن أكون فنانًا ورسامًا. حصلت على أربع درجات بريطانية في الفن والتصميم، على الرغم من أن الجميع كانوا يعرفون أنني سأصبح ممثلًا قبل أن أفعل ذلك. اقترح زميلي في الدراسة وصديق طفولتي، الدكتور** خالد سالم الظاهري اليبهوني** ، أن أجرب الأمر بعد تخرجي، وكان على حق، عملت في وكالة تسويق في عام 2001 وقبل إغلاقها كان من المفترض أن نستضيف عرض أزياء في نفس المكان الذي ظهرت فيه لأول مرة عندما كنت طفلاً منذ سنوات. بعد أن رأى صديقي الآخر في الطفولة وزميل الدراسة عمرو إعلانًا لفنانين صوتيين. كانوا وقحين عندما حاولت حجز موعد عبر الهاتف. لذلك قررنا أنا وعمرو الظهور وعندما أخبرتهم أنني حاولت حجز موعد، أساءوا فهمي بأنه ليس لدي موعدً. حاولت شرح موقفي لكن دون جدوى. لقد وضعوني في كابينة تسجيل ومنذ ذلك الحين قمت بجميع أنواع أعمال التعليق الصوتي بما في ذلك مقطورات الأفلام مثل “تاكسي 2″ و”قطاع الطرق” مع** بروس ويليس** و*بيلي بوب؛ثورنتون* بالإضافة إلى عروض سينمائية مختلفة مثل “الملك العقرب” لا شيء من قبيل الصدفة. كانت المرة الأولى التي قاموا فيها بتدريس صناعة الأفلام والتمثيل في الجامعة الأمريكية في الشارقة. من عام 2002 إلى عام 2007 كان متوسط أكثر من 50 فيلمًا في الفصل الدراسي في أدوار مختلفة وحصلت على الدرجة الأولى وهو ما لم يكن سهلاً مع أستاذنا. ببطء ولكن بثبات بدأت في جمع الجوائز في الخارج ومحليًا مع مهرجانات مختلفة. في النهاية نمت سمعتي في كل مكان واشتهرت كممثل مفضل. تركت الدراسة في عام 2007 وعدت في عام 2010، مع أحد أوائل الإنتاجات المشتركة، مع سوريا وكينيا خلال سنتي الثالثة في الجامعة، كممثل ومنتج وكاتب. بعد القيام بالكثير من الإعلانات التجارية والكوميديا لبعض الوقت. تحديت نفسي باللغة العربية (كما تم تحدي لغتي العربية) وتنافست ومثلت الإمارات العربية المتحدة والسودان في عام 2014 مع الموسم الأول من “الاختيار العربي” في لبنان. وبقدر ما لم يعجبني (لكن الأمر دائمًا يتعلق بما يريده الجمهور)، فقد عرفني الجميع بالجوكر العربي بعد تقديمي لشخصية*” الجوكر** التي جسدها الراحل *”هيث ليدجر *”في فيلم “فارس الظلام”، وكان ذلك بمثابة تعريفي الرسمي بالعالم العربي.
2 ـس : نعود مع شرارة فيلم”” حياة الماعز “” نستمع لملخصه منك لأنك أكثر من يسلط الضوء على خفايا الكواليس والتمثيل .
نعلم أنه مستوحى من قصة حقيقية وتحضيره أخد وقتا ليس بالهين 16 سنة عمر والتاريخ والذاكرة الإنسانية تسجل فعامل الزمان سلاح ذو حدين أليس كذلك؟
3 س :الفيلم جسد حقبة ما، لهذا هناك من اتهمه أنه أخفى الكثير من الجوانب الإيجابية وأبان فقط عن الجوانب المظلمة منه ليثير الأضداد بين النقد البناء و النقد السلبي .ماهو تقييمك للموضوع .؟
3ـ رواية *حياة* أو *أيام المعز* رواية** بنيامين **كتبت منذ زمن طويل، كانت مشهورة و محبوبة ،لقت استحسان كبير، لدرجة أصبحت جزءا من التعليم المدرسي و الجامعي ، كل من عاش في ولاية كيريلا يعرف القصة، لم تكن هناك نية الإساءة ،هناك وجهة نظر تانية يمكن سرد قصة عن أحد perspective
كل فيلم لابد له من حبكة درامية، لكن مضمونه جميل بل بالعكس ، هناك مشهد كنت فيه خائفا من الرعد و أستدعي نجيب للمكوث معي ،حذف لكي لا يفهم الفيلم خطأ ويأخد أبعاد أخرى خارج السياق الحقيقي له.
في النهاية هناك قصة مثيرة ومؤثرة، بها نوع من الدراما والفنتازيا ،حققت نجاح داخل وخارج الهند الحمد الله.
4ـس: حدثنا عن دور شخصية جاسر التي قمت بها؟
4 ـ شخصية جاسر رغم أنها شخصية قاسية وانما تدعو أيضا للشفقة حسب القصة المساندة ،جاسر يعاني من عقدة الذنب والندم ،يعتقد أنه السبب في وفاة أهله، لأنه هو وقبيلته كانوا يتاجرون بمواد محضورة، فهجمت عليهم الشرطة ، فروا خلالها بسيارتين هو رفقة أهله وسيارة عمه ثم حلت عاصفة رعدية ،فقد خلالها السيطرة على القيادة فانقلبت السيارة ،خرج منها مرتعبا، متجمدا من الخوف ،للأسف الصعقة التانية أفحمت السيارة فمات كل أهله أمام عينيه وهو عاجز ،فتركبت عنده عقدة الذنب لانه ظل حيا وراءهم نسي أن لكل أجل كتاب.
وكتعويض عن التقصير والفقد أحب جاسم عمه وأطاعه طاعة عمياء في كل شيء . رغم هذا نجده طيب من خلال التعامل والحديث مع نجيب .
بالمناسبة كل الشخصيات التي قدمتها، أبحث فيها عن جانب الشفقة لأتعاطف معها ومن ثم أحبها ،لأتقمصها وأمثلها بأفضل شكل.
5-س ـ لو عدت بعقارب الزمن للوراء وأردت أن تمتهن عمل آخر دون التمثيل فماذا كنت ستختار ؟
5- زمان كنت أحب الرسم ربما كنت سأصبح رساما ،كما يستهويني التاريخ ربما كنت استاذا للتاريخ ، أيضا اللغات ،الغناء ، ولكن التمثيل هو عشقي الأبدي جمع كل الأشياء التي أحبها .
6ـس مع كل الذي حققته، ماهو الحلم الذي مازال يراودك وتصبو إليه؟
6ـ الحلم الذي أصبو إليه هو تحقيق الاوسكار وأكون أول سوداني ـ إماراتي يمثل الامارات والسودان يحصل على الاوسكار ، أكيد باقي الجوائز مهمة ولكن أهما الاوسكار The Best.
7ـ س ـ في نظرك هل يمكن ترشيح فيلم حياة الماعز لجائزة الأوسكار ؟ وهل لديه المقومات لذلك ؟
7ـ بالتأكيد, إضافة إلى الفريق العملي من غير الممثلين طبعا هناك الثنائي الذهبي الذي أوصل فيلمSlum Dog Millionaire للأوسكار ،العبقري الذي ألف أغنية الفيلمAR Rahman و مهندس الصوت
Resul Pekooty
يمكنهما أن يحققا المعجزة مرة تانية .
وليس هذا فقط القصة تمس أي شخص سواء أحب الفيلم أو لا , فعلا هو فيلم كلاسيكي ، أتعلمين أنني شاهدته تقريبا 10مرات وفي كل مرة نفس الإحساس والتأثير ،المشاعر الموجودة تمس أي شخص، كما أننا نلمس فيه آثار إيجابية، توعية، كل الحديث والنقاشات من أجل تحسين أشياء كثيرة ليس فقط في العالم العربي بل بكل العالم .
ولا ننسى أهم شيء أن الفيلم هو رسالة إسلامية سواء من ناحية الشخصيات التي مثلته أو أغاني المديح والشكر لله سبحانه وتعالى .كل هذه الأشياء نفتخر بها. نتمنى أن نؤدي الرسالة كما يجب، أكيد مع تقدير ومحبة واستحسان الجمهور الحبيب.
** في نهاية اللقاء كلمة لكل متتبعيك و بدورنا نشكرك على جميل تواجدك سعدت بهذا اللقاء ، وأتمنى لك التوفيق في مسيرتك الفنية سواء في التمثيل، الإخراج أو التلقين مع تحقيق كل أمانيك .
* شكرا جزيلا لك على هذا اللقاء الذي لن ينسى أبدا ،سعدت بالتعرف عليك ،أسئلتك جميلة أحسنت الاختيار كما أنها مثيرة للجدل .
أسئلة تترك الشخص يغوص في أعماقه للبحث عن الجواب الأنسب وفي نفس الوقت يتعلم من خلالها هذا هو الشعور الذي انتابني حقا.
أتمنى التوفيق لكل الممثلين ولكل المتتبعين الكرام ، كما أخبرهم أن هناك أعمال دولية ومحلية في الطريق انشاء الله .و الله ولي التوفيق لنا جميعا .