من المفارقات الغريبة التي حملتها المرحلة الراهنة والتي خلفت ردودا عديدة من مختلف الزوايا تنتقد الوضع الذي أضحت عليه المستشارة الجماعية، باعتبارها فاعلة ترابية معنية بتنزيل أهداف التنمية الترابية الدامحة،هو هيمنة منطق الذكورية في تدبير السأن العام المحلي، رغم أن الدستور المغربي بوأ المرأة مكانة مرموقة في المجتمع المغربي وفي اتخاذ القرارات الحاسمة من مواقع مختلفة، ونسوق هنا نموذجا حيا، من منطقة سيدي البرنوصي،هذه الأخيرة التي ارتبط اسمها بفاعلة ترابية متمرسة جسدت حضورها بشكل عملي في تدبير الشأن المحلي، الأمر يتعلق بالأستاذة نعيمة رباع، التي يصفها البيضاويون بالمرأة الحديدية في إشارة لجرأتها وشجاعتها وصمودها في وجه العبث والفساد والإفساد، هي واحدة من اللواتي يشتغلن في هدوء بعيدة عن الأضواء وعدسات الكاميرات، فاعلة ترابية كرست جانبا من حياتها في خدمة ودعم الفئات المجتمعية الهشة وخاصة النساء اللواتي توحدن في وضعية صعبة، نائبة برلمانية سابقة ومستشارة سابقة في ديوان الوزير الأول الأسبق عباس الفاسي،و عضوة باللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ورئيسة جمعية نسائية حظيت بزيارة ملكية ومستشارة بمجلسي مقاطعة سيدي البرنوصي وجهة الدارالبيضاء سطات .
امرأة صاحبة رؤية ثاقبة في معالجتها للقضايا المجتمعية،تتفاعل مع المواقف النبيلة التي تخدم القضايا العامة، تتلمذ على يدها خيرة اطر هذا البلد حين كانت استاذة وبعدها مديرة مؤسسة تعليمية، تراودها فكرة اعتزال العمل السياسي رغم أنها بصمت على مسار جيد لتتفرغ لحياتها الخاصة رفقة أفراد عائلتها، لكن المقربون منها يطالبونها بمواصلة المسار حفاظا على المكتسبات التي حققتها النساء في مقاربتهن للشأن المحلي ، شاركت كعادتها في هذه المرحلة آملة أن يتخلص التدبير المؤسسي للمجالس الترابية من الأساليب الغامضة التي تكرس التيئيس والعدمية في صفوف المواطنين.