ذ.أحمد طنيش
بموازاة مع الدرس الأكاديمي والبحث العلمي، المتكامل مع الحراك الثقافي والفني والتواصلي والإعلامي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء؛ تنشط عدة مبادرات تكوينية وتأطيرية للطلبة في شكل محترفات متعددة الوجهات ومجالات التكوين، في هذا إطار واحتفاء بموسم تكويني فارق توج بتنظيم مجموعة من الماستر كلاس الإعلامي مع أهم الأسماء المؤثثة للمشهد الإعلامي المغربي، واستئناسات في أهم المنشآت الإعلامية الخاصة والعمومية، استضاف محترف الصحافة بكلية الآداب بنمسيك يوم الجمعية 7 يونيو 2024، الأستاذ حسن عبيابة بصفته أستاذا جامعيا بكلية الآداب بنمسيك، ووزيرا للشباب والثقافة والتواصل، الناطق الرسمي باسم الحكومة في حكومة صاحب الجلالة سابقا، حيث راكم الرجل خبرة يتبادلها بسخاء معرفي وعلمي مع الطلبة والباحثين والأكاديميين وصحفيي المستقبل، غاية هذا التبادل لوضع إضاءات معرفية ومهنية في طريق الطالب لصالح رؤية تتخطى الصعاب وتحدد الأهداف وتعي المطبات والإيديولوجيات، نحو تنمية مواطنية تخدم المستقبل وتساهم في النهضة الاجتماعية والمجتمعية المأمولة لمغرب حداثي ديمقراطي.
مهد الأستاذ حسن عبيابة البعد من مداخلته التأطيرية والتوجيهية والتكوينية وأهدافها والتي جاءت على شكل محاضرة وماستر كلاس إعلامي للطلبة بحضور الإعلامي الكبير طلحة جبريل الذي أطلق اسمه على فوج محترف الصحافة بكلية الآداب بنمسيك لموسم 2023/2024، ووقف المحاضر عند تحديد مفهوم ومهام الرأي العام بين الإعلام المهني والتواصل الاجتماعي واعتبر المحور إشكاليا في بنائه وبعده وآفاقه وواقعه وصرح أن له عدة زوايا معالجة، وله راهنية الطرح لكونه يرهن المرحلة وعليه فزاوية التناول والتحليل والمقاربة ستتم من الموقع الاعتباري والتجربة الشخصية التي خاضها الأستاذ مع استحضار الآفاق المنتظرة لسوق الشغل أمام الطالب المطالب أن يتسلح بالممارسة المهنية والخبرة المعرفية والعلمية ليخلق تميزه ويثبت ذاته من تم حلل المحاضر المحور الإشكالي المشكل في الأطروحة والعلاقة الجدلية بين “الرأي العام”، و”الإعلام المهني” و”التواصل الاجتماعي”؛ وبينهم ظرف المكان “بين” الرابطة لما قبلها ولما بعدها؛ لكون الرأي العام يشكل السياسات العامة وتبنى عليه الاستراتيجيات، كما يعتبر قوة اقتراحية وتفاوضية وترافعية له خدمة اجتماعية جماعية مشتركة وتشاركية، يوظف الاستطلاع الذي يختار العينات المدروسة تلقائيا أو اعتباطيا أو إيديولوجيا، ولتحريكه يتم انتاج عناوين الكبيرة التي ترسل إلى المتلقي عبر الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي لأهداف غالبا تكون مجهولة أو معلومة، لذا أوصى الأستاذ عبيابة بأخذ الحدر من خلفيات الخبر التي تعتبر في التعاقد الإعلامي هي الخبر، لذا على الصحفي والإعلامي التبين وممارسة حقه المهني في التحري الذي يعد من أخلاقيات الصحافة المهنية، ولأن من أهم أدوار الصحافة مخاطبة وتكوين الرأي العام وحمايته، فنحن مدعوون لممارسة تحليل مستوى ومحتوى وسائل ووسائط الإعلام لفهم اتجاهات الرأي العام، من تم فعلاقة الإعلام بالرأي العام علاقة تكاملية وتفاعلية، وهنا يدخل على الخط دور الوسائط الاجتماعية التي تخلق عالمها ومتلقيها وتنافس الإعلام في خلق رأي عام مستهلك وقد يكون مأدلج وموجه وأحيانا مستلب، لمواجهة الوضع الذي يهدد الأمن الإعلامي في علاقته بالرأي العام؛ لذا لا يمكن أنّ نحدد بالتدقيق نوعية الصراع حاصل بين الإعلام المهني ووسائل التواصل الاجتماعي، في علاقتهما بالرأي العام، لكون لكلٍّ منهم مميزاتُه وتحدياتُه ويعتمد كلٍّ منهم على التأثير في المتلقي من عدة مداخل وبسبب عدة عوامل، مثل طبيعة المحتوى المُقدم، وطريقة تقديمه، وزمنه ومناسبته وخلفيات الخدمات الإعلامية التي تمر من عدة قنوات قبل التوزيع والنشر والتداول، لحماية الرأي العام الموزع في التأثير بين الإعلام المهني ووسائل التواصل الاجتماعي.