يخلد العالم في الخامس من يونيو من كل سنة اليوم العالمي للبيئة حيث تتراجع النظم البيئية أكثر فأكثر على الصعيد الدولي وفي الجميع المجالات كالغابات والمناطق الرطبة والأراضي الجافة والأراضي الزراعية والواحات والبحيرات والبحار والمحيطات. لمواجهة هذه التحديات قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال بيوم البيئة العالمي مند عام 1972. انطلق هذا اليوم تحت شعار “كوكب واحد للأرض”، وقد تطور بشكل كبير ليصبح منصة توعوية رئيسية. ويسلط الضوء على القضايا الحاسمة مثل التلوث البحري والاحتباس الحراري والجريمة ضد الحياة البرية، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات ملموسة وقابلة للقياس..
في مارس 2019، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يعلن الفترة 2021-2030 عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي. سيعمل يوم البيئة العالمي هذا على تسريع وتيرة العمل بشأن الالتزامات، تحت شعار “أرضنا. مستقبلنا.
ويسلط موضوع عام 2024، الذي يركز على استعادة الأراضي ومكافحة التصحر والقدرة على التكيف مع الجفاف، الضوء على حجم التحدي البيئي الحالي. إن حوالي 40% من أراضي كوكبنا متدهورة، مما يؤثر بشكل مباشر على نصف سكان العالم. كما أنه يهدد ما يقرب من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ولذلك فإن الحاجة الملحة إلى استعادة الأراضي المتدهورة أمر بالغ الأهمية، ليس فقط للبيئة ولكن أيضًا للاقتصاد العالمي.
كما تعتبر ظاهرة التصحر والجفاف من أبرز التحديات التي يوجهها النظام البيئي في علاقته مع النشاط البشري خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة وشبه القاحلة التي تتسم بقلة الموارد الطبيعية حيث يتسبب السلوك الانساني غير الرشيد في تدهور الأراضي من خلال الاستغلال المجحف والمكتف وانهاك قدراتها الحيوية. وبالتالي قد ينعكس هذا الأمر بالسلب على الانسان وأمنه الغذائي والمائي ثم على التنوع البيولوجي في هذه المناطق وعلى منظوماتها الأيكولوجية.
أمام هذه التحديات أضحى الرهان المطروح حاليا خاصة لدى المجتمع العلمي وجمعيات المجتمع المدني تجنيد مختلف الآليات الممكنة بغية التحسيس والتوعية بأهمية مكافحة ظاهرة التصحر واستنقاذ الأراضي واستعادة قدرتها الحيوية حتى لا يؤول بها المآل الى التدهور اللارجعي.
وعلى هذا الأساس وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة الذي يقام في 05 يونيو من كل سنة نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة مختبر دينامية الأوساط الجافة، الاعداد والتنمية الجهوية وفضاء التضامن والتعاون للجهة الشرقية والتجمع البيئي لشمال المغرب وجمعية ملوية للبيئة والتنمية برأس الماء وجمعية أصدقاء البيئة بوجدة وجمعية أصدقاء غابة سيدي معافة بوجدة والثانوية التأهيلية برأس الماء ومنتدى الجغرافيين الشباب للبحث والتنمية المستدامة بالمنطقة الشرقية والجمعية المغربية للمبادرات التنمية والتضامن وشركة SOS أنكاد للنظافة يوما تحسيسيا تحت شعار:” استعادة الأراضي ومكافحة التصحر والقدرة على التكيف مع الجفاف” وذلك بتنظيم في الفترة الصباحية من يوك السبت 08 يونيو 2024 حملة توعية ونظافة بمنتزه غابة سيدي معافة كما قام المتطوعون من شباب وتلاميذ وطلبة وأساتذة وفاعلين من المجتمع المدني بعملية تشجير لإثارة الانتباه على أهمية استعادة غابة سيدي معافة بصفتها المتنفس الوحيد لمدينة وجدة التي تدهورت نتيجة الجفاف والأمراض. أما الفترة المسائية نظموا ندوة علمية افتتحها السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة الأستاذ لحسن أوشني وسيرها السيد محمد غزال أستاذ التعليم العالي بعد الكلمات الترحيبية وكلمة اللجنة المنظمة التي ألقاها الأستاذ محمد برحو باسم الجمعيات المشاركة تك القاء ثلاثة عروض، المتدخل الأول الاستاذ سباعي عبد القادر أستاذ التعليم العالي رئيس شعبة الجغرافيا ومنسق ماستر الجيوماتية وتدبير التراب مختبر دينامية الأوساط الجافة الاعداد والتنمية الجهوية قدم مداخلة تحت عنوان: “اصلاح الأراضي ووقف التصحر ومكافحة الجفاف”. المتدخل الثاني السيد بنعطا محمد مهندس زراعي دكتور في الجغرافيا عنوان مداخلته: “التحديات البيئية التي تواجه حليا الانسان”. المداخلة الثالثة للدكتور بصراوي يحيى تحث عنوان: “مظاهر التصحر وتعزيز القدرة على التكيف مع الجفاف”. بعد هذه المداخلة تم عرض فيلم وثائقي تحت عنوان “UNDGRO THE KISS”.
بعد مناقشة العروض كلل اللقاء بالتوصيات التالية:
– جعل الزراعة مستدامة.
– الحفاظ على التربة السليمة كخزان للكاربون.
– وقف الاستعمال المفرط للمبيدات والحد من حرث الأراضي الزراعية حفاظا على الحشرات الملقحة والكائنات الحية في التربة.
– اصلاح النظم الأيكولوجية للمياه العذبة.
– تجديد المناطق الساحلية والبحرية.
– اعادة الطبيعة الى المدن.
– الحد من تلوث الهواء والماء والتربة واستعمال الطاقات النظيفة المتجددة كبديل للطاقات الأحفورية.
– توفير التمويل من الاصلاح واستعادة الأراضي المتدهورة.