رواد المسرح المغربي والفلكلور الشعبي يسافرون بالجالية المغربية بليريدا إلى الوطن

فن وثقافة
19 مايو 2024
رواد المسرح المغربي والفلكلور الشعبي يسافرون بالجالية المغربية بليريدا إلى الوطن
رابط مختصر

سافر رواد المسرح المغربي والفلكلور الشعبي، بالجالية المغربية المقيمة بإسبانيا، خاصة مدينة ليريدا، إلى الوطن، عبر برنامج حافل بالتراث والتقاليد المغربية الخالصة، خلال فعاليات النسخة الثالثة من المهرجان السنوي للفنون الحية وفنون الشارع “Festival Enre9” بمدينة ليريدا، إسبانيا، الذي أسدل الستار عن فعاليته مساء اليوم الأحد.

IMG 20240519 WA0089 - Tawasol24news

وتفاعلت الجالية المغربية وضيوف المهرجان من جنسيات مختلفة مع البرنامج المغربي المتنوع، بشكل ملفت، إذ عملت جمعية نوستالجيا العائلية بليريدا على تسطير برنامج بطعم مغربي خالص، بدءا من الفلكلور المغربي الشعبي مع فرقة جواهر ثم تنظيم أنشطة ترفيهية مستوحاة من الهوية الثقافية المغربية داخل خيمة تقليدية بتصميم مغربي (خزانة) من قبيل النقش بالحناء.
ومن أبرز الأنشطة التي تدخل في إطار البرنامج المغربي، والتي عرفت تفاعلا كبيرا من قبل زوار المهرجان، العرض الذي قدمه رواد المسرح الصامت، المنضوون تحت لواء جمعية فضالة أكروبات لفنون السيرك والمسرح، الذين قدموا من مدينة المحمدية للمشاركة في هذه التظاهرة الكبيرة قصد التعريف بالمنتج الفني التقليدي وفنون السيرك والألعاب البهلوانية.
وقد شهدت شوارع ماريولا وتورو دي غارديني ومباني جوان كارليس، على مدى ثلاثة أيام، عروضا احترافية ومجتمعية وتقليدية وشعبية، شاركت في إنجاحها جمعية نوستالجيا العائلية التي تجمع مغاربة العالم بليريدا إلى جانب جمعيات أخرى بالمنطقة.
هذا وعرف المهرجان، في نسخته الثالثة، أزيد من خمسين عرضا احترافيا ومجتمعيا، إضافة إلى فقرات من الثقافة الشعبية والتقليدية، إذ يعد “Enre9” مهرجانا للفنون المسرحية في Zona9 de Lleida، يتم تنظيمه نهاية كل أسبوع ثالث من شهر ماي، حيث تمتلئ الساحات والشوارع بالسيرك والمسرح والرقص والألعاب وورش العمل والموسيقى والثقافة الشعبية وغير ذلك.
وفي هذا الصدد، قال زكرياء سروري، رئيس جمعية نوستالجيا العائلية بليريدا، إن فكرة مهرجان Enre9 ولدت من عمل شبكات مجتمع Zona9 المختلفة (لا ماريولا، تورو دي غارديني وبلوكس جوان كارليس)، بهدف تعزيز التماسك الاجتماعي، وإنشاء الروابط وتنفيذ المشاريع الملهمة، مضيفا: “لذلك فهو مشروع ثقافي واجتماعي ولد من العمل الذي قامت به نفس الشبكات المجتمعية في المنطقة والذي يتمتع أيضا بمشاركة وتعاون قويين من نسيجها الجمعوي والجوار”.
وأبرز رئيس الجمعية المشاركة في تنظيم هذا المهرجان، في تصريح صحفي، أن المهرجان يرحب بالشركات المهنية من جميع أنحاء العالم، والعروض المجتمعية والشاملة من العمل مع السكان المحليين، بالإضافة إلى الأعمال ذات الطابع الشعبي والتقليدي، مؤكدا أن النتيجة هي مهرجان تتقاطع فيه الفنون والثقافة وأصولنا والتنوع والشمول والمساعدة المتبادلة والمشاركة المجتمعية.
وأشار زكرياء سروري إلى أن برنامج المهرجان بأكمله مجاني ويجمع بين العروض الاحترافية والعروض المجتمعية (الناشئة عن الأعمال السابقة التي تم إنجازها مع المجموعات الجماعية في المنطقة)، والعروض ذات الطبيعة الشعبية والتقليدية من كل مكان، مبرزا أن هناك أيضا برمجة ومساحات شاملة، وفعاليات وأنشطة موازية متنوعة، سواء خلال أيام المهرجان أو في الأشهر السابقة.
من جهته قال إنريك بلاسي، مدير مهرجان Enre9، عضو في فرقة الكوميديين LaBaldufa، إنه “من المهم جدا أن تشارك الجالية المغربية في المهرجان لعدة أسباب، أهمها أنهم حاضرون بشكل كبير، في الواقع تعتبر مدينة Lleida من أكثر المدن الأوروبية التي تضم أكبر حضور لذوي الأصول المغربية”.
وأضاف بلسي في تصريح صحفي، إن المغاربة باعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى، من المهم أن يشاركوا أيضا في جميع الفعاليات الثقافية التي تقام في مدينتنا.
واعتبر بلاسي أن الشباب هم دائما أصعب جمهور يمكن الوصول إليه، لأنهم في سن يشعرون فيه بأنهم لا يريدون الانتماء إلى المجتمع الذي بنيناه نحن الكبار، وهم دائما أصعب جمهور يمكن الوصول إليه.
وأبرز مدير المهرجان أن الطريقة للوصول إليهم هي محاولة القيام بأشياء محفزة يشعرون فيها أنهم جزء من مشروع، مضيفا: “في النهاية هناك استماع بحيث تكون المقترحات التي يتم طرحها محفزة ويمكن أن تساعدهم على المشاركة في هذا المجتمع الذي يشعرون بسبب سنهم أنه يستبعدهم وأنهم ليسوا جزءا منه”.

IMG 20240519 WA0087 - Tawasol24news
وشدد بلاسي على أن مهرجان Enre9 يعد محفزا يولد روابط جيدة جدًا بين مختلف الجنسيات والأعراق، ويتماشى مع فكرة تحويل الحي الذي يعاني من العديد من التعقيدات واستخدام الثقافة كأداة للتحول الاجتماعي.
وشدد المتحدث نفسه على أن الفن بشكل عام يساعد على بناء مجتمعات أكثر عدلا ويساهم في صنع أشخاص أفضل، لأنه يزيد من التعاطف، والنظر إلى بعضنا البعض في وجه المجموعات المختلفة.