اعلان

اليوم العالمي للشعر .. الشعر جمال يبعث النشوة وغموض يبعث على الدهشة.

2024-03-25T17:57:33+00:00
2024-03-25T23:44:03+00:00
كتاب واراء
25 مارس 2024
اليوم العالمي للشعر .. الشعر جمال يبعث النشوة وغموض يبعث على الدهشة.
رابط مختصر
أسامة الحنشي

أسامة الحنشي

من خلجات النفس الانسانية ..من دروبها الضيقة ..من حواريها الملتوية العميقة ..من منابت المشاعر المضمرة والاحاسيس المبهمة..من خيالات العوالم الجوانية الجمالية..من كنوز مناجم الذاكرة ..من شلالات الأفكارالمتدفقة بمجاري الكهوف الخفية..من قلب الشاعر..وماتفرزه وتضخه شرايينه من دماء التضحيات ..دماء الوجع المخلوط باللذة.. دماء الوحي الملهم والابداع الروحي.
يطل يوم الشعر والشعراء على الجمهور المتيم بالشعر.. العاشق للكلمة ..الوفي لجرس اللفظ..المخلص لايقاع المعنى..المناصر والمساند لقضايا الشعرومدنه وبحوره ومعزوفاته.. بمفهومها الكوني ..إنه الشاعر يحتفي بالشعر..يحتفي بالحياة..فالشاعر انسان من واجبه بل من المحتم عليه ان يصدح برسالته الانسانية.. ويستعيد طهارة الانسان ..ويلمع براءته الفطرية ويتجنب دخول دهاليزالعدمية.. ليحلق بسماوات الزمن وينطق بالحقيقة التي تقطر رهبة ورغبة..ألما وأملا..واقعا وحلما..تلميحا وكلاما..فالشعر منذ تمظهراته الاولى كان أرقى سبل التواصل والتعبير.. وانجع الطرق للتخلص من ضغوطات النفس البشرية ليلملم جراحها..و يربطها مع عالمه الوجداني والروحاني..إن الشعر لحظات تناعم فارقة بين الحاضر والماضي ..الواقعي والمحتمل..المخيال والحالم..إنه متنفس وآلية نقية راقية لمغازلة الاسئلة التي تتفاعل استفزازا مع الشاعر كانسان في مواجهة مختلف الموجات الفكرية المتمردة والاحداث الأليمة المتراكمة بأرض الواقع خاصة وبفضاءات الوجود عامة..فالعلاقة بين الشاعر والشعر هي علاقة ترتكز على ماهو وجداني حميمي مخلص لآخر النفق.. حيث تنعتق الروح المطمئنة..وتخلد للسكينة الابدية.
الشعر ابن لحظته ..ومنتوج ميراث العصور..هو تجسيد وتعبير عن الكائن الانساني في شموليته ..كينونتة حضورا وغيابا .. واقعا وحلما..إنه الفن الجامع لكل الفنون بل ممثلها وسفيرها..هو المعرفة التي تتجاوز ذاتها باستمرار.
الشعر هذه السنة حاضر لمواساة الشعوب المظلومة المنهوكة.. التي تتعرض للاستغلال والاستيلاب والاهانة..الشعرحاضر هذه السنة يناصر هذا الانسان الذي فقد هويته الأخلاقية في ظل العولمة والانغماس في عالم الماديات الشئ الذي نتج عنه عجز عاطفي ..وفقدان للقدرة على التامل..هذه السنة يحضر الشعر في ظروف ماساوية دامية ..الانسانية جمعاء تتذمر.. تتوجع ..تفقد الابتسامة وراحة البال..لما نعيشه من تقتيل وحروب إبادة على مرأى ومسمع.. وبدم بارد .
الشعراليوم ينزع عنه لباس المؤانسة والامتاع ويتخذ القضية الانسانية اولوية ..الشعر حاضر وبقوة لاستعادة انسانية الانسان.
كل عام وانتم سفراء المحبة والمودة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.