قصيدة مصطفى لغتيري
هذا الصباح
وككل صباح
بارتخاء
تثاءبت المدينة
وعلى سريرها تمططت
غلالة من ضباب و دخان
تدثر ما تبقى
من وسن الصباح
كعادتها لم تنم المدينة
نومة هانئة
مغص في أحشائها
و الأرق حبل من مسد
يلتف حول جيدها الصقيل
متثاقلة
غادرت المدينة سريرها
لثم الماء وجنتها الحانية
وعلى عجل
عبت قهوتها السوداء
دخنت سيجارة محشوة
في صحة الأرق
المستديم
هذا الصباح
كانت المدينة
مأخوذة ما تزال
بآخر صيحة في اللباس
نفشت شعرها
و ارتدت ما خف من ثياب
كانت المدينة مستعجلة
لم تضع على شفتيها
أحمر الشفاه
لا و لم ترسم حاجبيها
على شكل قوس رفيع
مزهوة كانت المدينة
بأردافها الثخينة
و ثدييها النافرين
مخاتلة مضت المدينة
في طريقها
و الأعين تربت خلسة
على دلالها الأثير
وحيدا كنت في انتظارها
أحصي ما تبقى
من حبات الزمن
و في القلب يعشش
قبس من رجاء
بلذة أسترجع حنانها
قبلاتها
أوجاعها و أهوالها الأثيرة
من بعيد لمحتها
قادمة
تجر خلفها
كل الرعود
و البروق و الزمهرير
بلهفة
فتحت حضني كي أضمها
لكنها إلي لم تلتفت
واصلت طريقها
حتى ارتمت
في حضن
عاشق غريب.
