عزل رئيس البيرو يوجه ضربة لداعمي جبهة “البوليساريو” في أمريكا اللاتينية

سياسة
9 ديسمبر 2022
عزل رئيس البيرو يوجه ضربة لداعمي جبهة “البوليساريو” في أمريكا اللاتينية
رابط مختصر

عزل البرلمان البيروفي، أمس، بيدرو كاستيو، رئيس الدولة اللاتينية الداعم لجبهة “البوليساريو” الانفصالية؛ وهو ما يشكل ضربة قوية للجزائر التي راهنت على هذا اليساري من أجل إقناع بقية دول أمريكا اللاتينية بالاعتراف بالكيان الانفصالي.

وصوتت المؤسسة التشريعية سالفة الذكر، التي تهيمن عليه المعارضة اليمينية، الأربعاء، على عزل الرئيس اليساري بيدرو كاستيو بتهمة “العجز الأخلاقي” متجاهلا قرار الرئيس بحل البرلمان قبل ساعات، بعد إعلانه عن حالة الطوارئ في البلاد.

ويتهم كاستيو المعتقل في سجن “باربادييو”، بالتمرد وخرق النظام الدستوري، في وقت انتخب البرلمان دينا بولارت، المقربة من المغرب، رئيسة جديدة للبلاد، حيث سبق لها أن أجرت مباحثات ثنائية عديدة مع وزراء مغاربة حينما تولت منصب نائبة الرئيس البيروفي في وقت سابق؛ وهو ما سيسهم في تعزيز العلاقات المشتركة، بعد التوتر السياسي الذي لحق إعادة اعتراف البيرو بجبهة “البوليساريو”.

في هذا السياق، أفاد عبد الواحد أولاد ملود، باحث في العلاقات الدولية، بأن “عزل الرئيس البيروفي من طرف البرلمان بمثابة إعادة الديمقراطية إلى نصابها؛ لأن الرئيس المعزول قام بخروقات كثيرة على مستوى السياسة الداخلية والخارجية لهذه الدولة”.

وأوضح أولاد ملود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الرئيس، الذي تم عزله، تراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء بعد ضغوطات الجزائر وتورط لوبيات المال”، مبرزا أن “إعادة هيكلة البرلمان ستعيد السياسة الخارجية البيروفية إلى مستواها الطبيعي”.

وأردف الباحث في العلاقات الدولية عينه بأن “النخب البيروفية أصبحت واعية بحجم الخسائر التي يتكبدها البلد جراء السياسات اللاواقعية التي تتبناها بعض الأحزاب اليسارية التي ما زالت حبيسة تموقعات الحرب الباردة”، مؤكدا أن “هذه السياسات كلفت البيرو خسائر فادحة في ظل التطورات المتسارعة للدبلوماسية العالمية”.

وتابع المتحدث ذاته شارحا بأن “البيرو ستعود، من جديد، إلى الاعتراف بمغربية الصحراء؛ بالنظر إلى العلاقات التي تجمع النخب البيروفية اليمينية بالمملكة المغربية، التي أصبحت فاعلا قويا في المنتظم الدولي تبعا للسياسات الحكيمة والواقعية والمتوازنة للجهاز الدبلوماسي المغربي”.

وفي شهر شتنبر الماضي، وجّهت ماريا ديل كارمن ألفا، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في برلمان جمهورية ‎البيرو، انتقادات شديدة اللهجة إلى سياسة الرئيس البيروفي المعزول، مبدية قلقها إزاء ما وصفته بـ”عدم ثبات وعدم جدية السياسة الخارجية لبلادها”، في إشارة منها إلى تغيير بلادها لموقفها تجاه سحب الاعتراف بـ”البوليساريو” ودعم الوحدة الترابية للمملكة، خلال العام الواحد.

وقالت المسؤولة السياسية البيروفية: “لا أعرف لماذا اعترفت البيرو بـ’الجمهورية الصحراوية’ المزعومة؛ وكلنا نعلم أنهم مجرد جماعة رُحل (Nomades) في 40 خيمة فوق التراب الجزائري وغير معترف بها من قبل الأمم المتحدة، ولا من طرف الدول العربية”.

بدوره لم يكد ميغيل أنخيل رودريغيث ماكاي، وزير خارجية البيرو، يكمل شهرين في منصبه حتى غادره مستقيلا قبل منتصف شتنبر 2022؛ في خطوة يرجح أنه أقدم عليها إثر خلافات بينه وبين رئيس البلاد المعزول، حول قطع العلاقات مع  “البوليساريو” واعتراف البيرو في منتصف غشت الماضي بالوحدة الترابية للمملكة المغربية”.