محمد الغزاوني
ان زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب ؛ وما نتج عنها من اتفاقيات وقعت بين البلدين ، كان موضوعا لتقويمات وردود فعل متقاربة في فرنسا وفي المغرب . لقد كان من الطبيعي ان تتفاعل صحافة فرنسا مع هذه الزيارة ونتائجها . إذ وصفتها العديد من المنابر بانها تمثل تحولا قويا في العلاقات المغربية الفرنسية ، واعتبار انها فتحت الباب أمام شراكة استثنائية بين البلدين ، بعد جفاء ديبلوماسي خيم طويلا على علاقاتهما . ومن تلك التقويمات ما جاء في جريدة لوفيغارو التي قالت بان الاستقرار السياسي و التطور الاقتصادي في ، جعلت المغرب، يلعب دورا حيويا كمنصة اقتصادية تربط بين افريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. وكذلك مال يمتلكه المغرب من مؤهلات في مجال الطاقة والموارد المتنوعة . اما صحيفة لوموند ، وإذاعة فرنسا الدولية ؛ فقد اشارتا إلى توقيع فرنسا لاتفاقيات مهمة مع المغرب ، تتعلق بالطاقات المتجددة والنقل والصناعة . كما وصفت هذه الزيارة انها ستفتح آفاقا جديدة للتعاون الأمني والثقافي ، ولمواجهة ما تمت تسميته بالتحديات المشتركة امام الهجرة والأمن في منطقة الساحل . وجريدة لوباريزيان . اعتبرت هذه الزيارة فرصة لتكريس تحالف استراتيجي في وجه المشاكل الإقليمية و الدولية ، وكذلك التغييرات المناخية والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي . وعندما ننتقل إلى المغرب . نجد أن العديد من المنابر الصحفية والمنصات الإليكترونية، قد عبرت عن ترحيبها بدعم فرنسا لموقف المغرب في وحدته الترابية ؛ واعتبرت ان الموقف الفرنسي الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي كان جد متطور ، وأنه يمثل عودة فرنسية للحقيقة التي تنكرت إليها في السابق . وقد تم الترحيب بقوة من طرف المغاربة باتفاقيات التعاون والشراكة المغربية الفرنسية . الا ان بعض ما جاء في خطاب الرئيس الفرنسي السيد إيمانويل ماكرون، امام البرلمان المغربي وفي بعض تصريحاته حول ما يجري في غزة . اثار ردود فعل شعبية غاضبة ، وخاصة وصفه المقاومة الفلسطينية بالهمجية ، وبحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها . وهذا ما عبرت جل المنابر والحساسيات المغربية عن رفضه . بحيث ان هذه التصريحات احرجت كثيرا الطرف المغربي وإساءت لمشاعر ملايين المغاربة الذين تظاهروا ضد الإبادة الجماعية التي تمارسها اسرائيل والتي لقيت إدانة العدالة الدولية من أجل الإبادة الجماعية . وقد عبر العديد من المغاربة عن استغرابهم لتطرق السيد الرئيس لهذا الموضوع الحساس . ولم يكن هناك اي داع له ، خاصة انه كان يحتاج القليل من الحس السياسي لتذكر انه يزور بلد يعتبر ان قضية فلسطين ،بمثابة قضيته الوطنية . اجمالا ، زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب أسفرت عن نتائج إيجابية وأدت إلى وضع حد للتوتر بين البلدين . لكن تصريحات السيد الرئيس ومواقفه المشيطنة للمقاومة والمدافعة عن جرائم اسرائيل ؛ مثلت عنصرا مزعجا للزيارة ونقطة خلاف كبيرة مع المغاربة الذين يتساءلون هل يقبل السيد ماكرون وصف “الهمجية” على الوطنيين الفرنسيين الذين قاوموا الاحتلال النازي لفرنسا ابان الحرب العالمية الثانية وكان على رأسهم الجنرال دوغول . . علما ان المغاربة بدورهم اهرقت دماؤهم الى جانب المقاومة التي حررت فرنسا. والخلاصة ان الاهم يكمن في الاتفاقيات التي تم توقيعها . و التي سوف لن تتأثر بانزلاقات كلامية ستزول اثارها لامحالة . محمد الغزاوني : تواصل24نيوز .