العالم اليوم يمر بمرحلة غير مسبوقة من الفوضى وعدم الاستقرار، حيث تبدو القوانين الدولية مخترقة و مستبعدة ليحل محلها قانون الاقوى وشريعة الغاب … فما نشهده في غزة مثال واضح على ذلك، حيث تُرتكب جرائم حرب أمام أنظارالعالم، بينما المنظمات الدولية، بما فيها مجلس الأمن، تبدو متجاوزة و مغيبة …
الولايات المتحدة تواصل هيمنتها العسكرية والسياسية، وشريعتها الخاصة في الشرق الأوسط عبر إرسال الأساطيل والتهديدات، مما يزيد من التوترات الإقليمية ويؤجج الصراعات. إسرائيل، بدعم غير مشروط من الغرب، تمضي في عملياتها العسكرية دون رادع، في البلدان المجاورة وخاصة لبنان سوريا وتوجيه التهديدات للاردن ومصر ودول اخري بالمنطقة . بينما يعاني الفلسطينيون، ة في غزة، والضفة الغربية من كوارث إنسانية قل مثيلها في التاريخ . وحسب اوكرانيا تلقي بظلالها وتداعياته على الاقتصاد والسلام العالميين .
و في ظل هذا المشهد، يتضح كساد غير مسبوق لشعارات العالم الليبيرالي التي اصبحت محط سخرية من طرف شعوب العالم التي تتراجع ثقتها في النظام الدولي القائم، وتتصاعد الدعوات لإصلاح المؤسسات الأممية، أو حتى استبدالها بكيانات أكثر عدالة وفاعلية وكان التاريخ يعيد نفسه وتتحول الأمم المتحدة الى عصبة الأمم. . الا أن ميزان القوى الحالي لا يسمح باي اصلاح ولو في الحدود الدنيا ، وهذا ما يؤشر على أن العالم يسير نحو مزيد من الفوضى والصراعات . فالى متى ستستمر هذه الفوضى،والى اين تسير ؟
ومهما كان الأمر فإن الدول غير المتورطة في هذا الصراع. مطالبة بأن تتكتل ما امكنها ذلك لتقوي اوضاعها الداخلية وتبني تراص جبهاتها الداخلية. وان لا تنخرط الى جانب هذا اوذاك من القوى الفاعلة في الصراع . والافضل ان تنسج علاقات متوازنة مع الجميع .تكون مبنية على تبادل المصالح و الحفاظ ما امكننا ذلك على استقلالية قرارها .
محمد الغزاوني
في 04 ابريل 2025









