بعد التفاهمات الأمريكية الروسية حول الحرب في اوكرانيا، والتلويح الامريكي بتقليص دعم الحلف الاطلسي. وكذلك التفاعلات التي احدثها ما وقع اثناء استقبال الرئيس دونالد ترامب للرئيس الاوكراني زيلينسكي . شاهدنا كيف تداعت دول اوروبا وبريطانيا الى توحيد كلمتها حول دعم زيلينسكى و معارضة التوجه الامريكي .
في هذه الاجواء المشحونة ، قدم الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون نفسه كمتزعم للدعوة إلى عدم التخلي. عن اوكرانيا ، و مواجهة العدو الروسي عسكريا . واعلن استعداد فرنسا لتوسيع المظلة النووية الفرنسية لتشمل دول الاتحاد الاروبي
وقد أثار هذا الموقف عدة تساؤلات حول خلفياته ومدى جديته . وهذا ما تعددت حوله الآراء .
فهناك من يرى ان السيد ماكرون منشغل بالمواعيد الانتخابية الفرنسية المقبلة ويريد كسب قدر زائد من القوة الانتخابية . وهناك من يرى بأن فرنسا تسعى من وراء هذا الموقف الى تحقيق عدة أهداف ،. منها :
الدفع باوربا نحو الاستقلال عن حليفها الأمريكى في مجال الدفاع ، مستغلة التوترات الجيوسياسية الحالية .وذلك بهدف تقديم نفسها لسد الفراغ كبديل للحامي الامريكي . اعتمادا على امتلاكها لترسانة نووية . وفي نفس الوقت تريد اقناع شركائها الاوروبيين بانهاهي من يمكنه سد الفراغ الدفاعي المحتمل ، اذا تحقق تلويح امريكا بتقليص التزاماتها اتجاه حلف شمال الاطلسي.
وبهدف اقناع الاوروبيين ، بأن فرنسا تريد ان تبعث برسائل قوية الى الخصوم المحتملين ، مفادها أن اوروبا تتمتع بالجاهزية للدفاع عن نفسها .
وواضح كذلك ان فرنسا من خلال ذلك ، تقدم نفسها امام العالم ، كسلطة لاتخاذ القرار النووي . لكون الترسانة النووية الفرنسية وفق القانون توجد بيد الرئيس الفرنسي. . وفي هذا ما يعطي لفرنسا السيادة واستقلال القرارات الاستراتيجية .
ومن المحللين من يرى بأن فرنسا تريد تاكيد دورها الريادي في الدفاع عن القارة . نظرا لما سيجلبه لها ذلك من منافع لاقتصادها الذي يعرف نسبة نمو ضعيفة. و لما سيكسبها من قوة ديبلوماسية ومن اعتبار دولي .
وفي الاخير ، فإن هذه الآراء قد تكون مفتاحا لايجاد بعض الاجابات عن التساؤل العريض : ما خلفيات التحول السريع للديك الفرنسي ، من الدبلوماسية الناعمة الى رأس حربة عسكرية في مواجهة الدب الروسي ؟
محمد الغزاوني …. في 09 مارس 2025









