داني زهير: شاعر اللون والرمز

2025-03-01T20:45:08+00:00
2025-03-03T21:45:55+00:00
فن وثقافة
1 مارس 2025
داني زهير: شاعر اللون والرمز
رابط مختصر

من مواليد مدينة مكناس، نهل داني زهير من معين الفنون التشكيلية بأسلوبه الفريد والعميق الذي يسبر أغوار الأشياء المختلفة، سواء كانت حديثة أو أصيلة. انطلقت أعماله من الصباغة ذات المسافات الجميلة، منسجمة في ألوانها وخطوطها الهندسية اللامتناهية، لتخلق عوالم تخييلية تنبض بالرموز والإيحاءات التي تعكس اللحظات الهاربة للفكر والإحساس معًا.

منذ أول معرض فردي له سنة 1982، جعل داني زهير من التشكيل رؤيةً وأداةً تعبيرية تسافر في أبعاد النفس الإنسانية، باحثًا عن الجوهري المشترك بين الفن والحياة. فالفن بالنسبة إليه ليس انعكاسًا سطحيًا للواقع، بل هو رحلة داخلية تسعى لاستعادة التوازن بين الخاص والعام، بين الإنساني والحضاري.

أعمال داني زهير، ذات الطابع السريالي، تتحرر من قيود الأسلوب الموحد لتغوص في أعماق الخيال، بحثًا عن تفسير كوني يلتحم بالواقع المحيط. إنه فنان يمزج بين الحلم والواقع، وبين الظاهر والخفي، ليخلق تركيبات وإيقاعات تعبر عن مقاومة هادئة ضد القوالب الجاهزة والبحث السطحي.

في ورشته المفتوحة بنواحي مكناس، ينصت داني زهير إلى طاقاته التخيلية، تلك الطاقة التي تمنح أعماله طابعًا خالدًا، أشبه بالكتابات الشعرية القديمة التي تبقى شاهدة على الزمن.

إنه فنان لا يرسم فقط، بل يكتب باللون والرمز، مسافرًا عبر القماشة إلى عوالم من التأمل والدهشة، تاركًا بصمته في فضاءات الفن والروح الإنسانية.