قيل: “إذا أردت أن تدمّر أمة فابدأ بالتعليم.” فالتعليم هو العمود الفقري لأي نهضة، به ترتقي الأمم أو تتدحرج نحو الهاوية.
السؤال اليوم: هل المطلوب الكمّ، أي تكديس المعلومات، أم الكيف، أي بناء عقول قادرة على التفكير النقدي والإبداع؟
التلقين يجب أن يكون بسيطًا، سلسًا، بلغتنا الأم، لأن السنوات الأولى هي الأساس. لكن حين انفصل التعليم عن التربية، وضاع الهدف وسط سباق المعلومات والتكنولوجيا، وجدنا أنفسنا أمام أجيال تحمل شهادات، لكنها تفتقد أحيانًا للوعي والقيم.
الحلول لا تحتاج للمعجزات بل يمكن تلخيصها في أربعة خطوات أساسية :
أولا : ربط التعليم بالأخلاق والقيم لأن العلم بلا تربية كالجسد بلا روح.
تانيا : توحيد المنظومة التعليمية ليحصل الجميع على فرص متكافئة.
تالثا : تعليم التفكير النقدي والبحث بدل الحفظ الأعمى.
رابعا : توظيف التكنولوجيا بوعي لتكون وسيلة للنهضة لا أداة للتشويش.
ولما لا نطلع على تجارب رائدة، حسب التقييم الدولي، أن هناك بعض الأنظمة التعليمية الناجحة ترتكز على جودة التعليم وليس كميته، كما هو الحال في فنلندا، التي تُعد نموذجًا عالميًا يحتذى به:
تركيز على تنمية مهارات التفكير والإبداع منذ المراحل الأولى.
مواءمة التعليم مع القيم الإنسانية والتربية الأخلاقية.
منح المعلمين حرية ووقت كافٍ لتطوير برامج تعليمية تركز على فهم الطالب لا مجرد حفظ المعلومات.
كما قال مالك بن نبي: “الأفكار تصنع الحضارات، فإذا ماتت الأفكار ماتت الحضارات.”
خلاصة القول :”حين يلتقي العلم بالقيم، والفكر بالحرية، والتكنولوجيا بالحكمة، يولد جيل يصنع الحضارة بدل أن يستهلكها. التعليم ليس تكديسًا للكتب، بل بناءٌ للعقول والضمائر… فمن القمة للسفح، القرار بيدنا.”
