هل ستصبح لدينا بورجوازية وطنية تلعب دورا في الازدهار الاقتصادي والاجتماعي ؟

2025-05-27T06:35:41+00:00
2025-05-27T06:36:02+00:00
كتاب واراء
27 مايو 2025
هل ستصبح لدينا بورجوازية وطنية تلعب دورا في الازدهار الاقتصادي والاجتماعي ؟
رابط مختصر
محمد الغزاوني

يتساءل العديد من المهتمين حول مدى إمكانية أن تصبح لدينا بورجوازية و طنية ، تلعب دورا في الازدهار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي ، تماما كما لعبت البورجوازية الوطنية الاروبية دورا اساسيا في النهضة الحديثة في البلدان الاوروبية .؟
قبل محاولة الإجابة عن هذا التساؤل ، أود الإشارة إلى أن هناك تباين بين البورجوازيتين في عدة خلفيات تاريخية وثقافية ، وخاصة ظروف النشاة .
فاذا كانت البورجوازية الوطنية الاروبية قد ارتبطت في نشاتها بسياقات خاصة وفرت لها ظروف النشاة المستقلة نسبيا عن الأرستقراطية والسلطة الدينية . وانها إستفادت من التحولات التي خلقتها النهضة الصناعية وحركات الاصلاح الديني والمؤسساتي . مما سمح بتكوين أرضية لتشكيل اقتصاد السوق . وكذلك لبروز الدولة القومية الحديثة ، حيث توفرت الشروط الموضوعية التي لعبت دورا ايجابيا لصالح مناخ الأعمال و الابتكار والتطوير ، حيث بدأت تظهر الى جانب مراكز الانتاج مختبرات للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي .
اما البورجوازية لدينا وفي البلدان المماثلة فقد كانت نشاتها في فترة الاستعمار او يمكن اعتبارها من مخلفاته. وهذا ما جعلها مرتبطة بالخارج وتتكامل معه بل ورهينة له الى حد كبير . الى جانب انها بقيت تابعة للدولة ومستفيد. من الريع و الامتيازات عوض المنافسة الحرة ، ولعل هذا ما جعل الاقتصاد عندنا تسكنه البيروقراطية ويخترقه الفساد ، في بيئة تتميز بضعف سيادة القانون ..
ولذلك فإن الوقت ما زال لم يحن لان تلعب البورجوازية عندنا الدور المنتظر منها في مجال التنمية. وذلك على الاقل في ظل الأوضاع الراهنة .حيث تمارس سياسة الارتباط بالشركات الأجنبية التى ادت مثلا في ميدان الفلاحة الى انقراض للكثير من الانواع المغربية الأصيلة من بذور وحيوانات . وكذلك ما يتداول هذه الايام عما يسمى بتضارب المصالح والريع بكل أشكاله بما في ذلك تفويت الملايير من خزينة الدولة والاعفاءات الضريبية وغيرها . مما يجعلنا وجها لوجه امام بعض الاصناف الطفيلية من البورجوازية التي تعيش على امتصاص امكانيات ومؤهلات المالية العمومية . في ظرفية طبعتها تجربة الجمع بين السلطة والمال او بين الإدارة والتجارة.
وانطلاقا من مؤشرات هذا الوضع .، يظهر ان بورجوازيتنا مازالت بعيدة على أن تلعب ادوارها الإيجابية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي التطوير التكنولوجي . فلتصبح بورجوازيتنا . “بورجوازية وطنية) تلعب الادوار المنتظرة منها . يتعبن ان تتوفر لها حملة من الشروط نذكر منها :
ـ تحقيق درجة مقبولة من الإستقلالية عن الريع الذي توفره لها البروقراطية والسلطات.
ـ التوجه بالاساس نحو الاستثمار ، وخلق الثروة ، وفك الارتباط الوثيق بالمضاربة والاحتكار والمحسوبية وتسخير الإدارة .في عمليات غير سليمة بل ومضرة .
– ان تتوفر إدارة تضمن قيام مناخ اعمال مؤسساتي داعم وعادل و يتسم بالشفافية ، وسيادة القانون. .
– وضع حد لميول الربح السريع والتوجه نحو ممارسة مقاولاتية قوية مسكونة باردة التنمية الشاملة في كافة القطاعات ، بما في ذلك دعم البحث العلمي وتحسين الأوضاع الاجتماعية للعمال واسرهم .
وبالطبع فإن ذلك يتطلب أن تتمكن البلاد من ادخال اصلاحات عميقة في بنيات ونماذج الاقتصاد و التنمية . وادخال تغييرات في الثقافة السياسية بما في ذلك إعادة النظر في القوانين المنظمة للاحزاب والنقابات ومراجعة اختلالات اساليب الدعم المالى .