محو الأمية مدخل للكرامة والمواطنة الفاعلة

مجتمع
17 أكتوبر 2025
محو الأمية مدخل للكرامة والمواطنة الفاعلة
رابط مختصر

ليلى بهلولي

يُخلِّد المغرب في 13 أكتوبر 2025 اليوم الوطني لمحو الأمية، في محطة سنوية تتجدد فيها الدعوة إلى جعل التعلم حقاً أساسياً للجميع ومسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع المدني، إنها مناسبة لتقويم ما تحقق من إنجازات في مجال محاربة الأمية، ولتجديد الالتزام الجماعي بتقليص نسبها بشكل ملموس، خاصة في المناطق القروية والهامشية.

الوضع الراهن للأمية بالمغرب

شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً في محاربة الأمية، بفضل تظافر الجهود الحكومية والجمعوية. فحسب الإحصائيات الرسمية، انخفض معدل الأمية على الصعيد الوطني من 32.2٪ سنة 2014 إلى حوالي 24.8٪ سنة 2024.

وقد تراجع معدل الأمية في الوسط القروي من 47.5٪ سنة 2014 إلى 38.0٪ سنة 2024.
وفي الوسط الحضري من 22.6٪ إلى 17.3٪ في نفس الفترة.
أما من حيث الفوارق بين الجنسين، فقد انخفضت نسبة الأمية لدى النساء من 42.1٪ إلى 32.4٪، بينما تراجعت لدى الرجال من 22.2٪ إلى 17.2٪.
ومع ذلك، ما تزال الأمية مرتفعة نسبياً بين الفئات العمرية فوق الخمسين سنة، إذ تبلغ حوالي 51٪، وهو ما يعكس الحاجة إلى برامج أكثر شمولية تراعي الأعمار المختلفة.

دور جمعية رباط الأجيال

وفي هذا الإطار، تواصل جمعية رباط الأجيال انخراطها الفاعل في الجهود الوطنية لمحاربة الأمية وما بعدها، انسجاماً مع رسالتها التربوية والاجتماعية، وإيماناً منها بأن محو الأمية ليس مجرد تعليم للحروف، بل هو تحرير للعقول وتمكين للأفراد من المشاركة المواطنة والتنمية المستدامة.

وتستعد الجمعية لإطلاق الموسم القرائي الجديد 2025-2026 ابتداءً من 16 أكتوبر 2025، من خلال برنامج متكامل يستهدف تعزيز قدرات المستفيدات والمستفيدين، وتطوير مهاراتهم في القراءة والكتابة والحساب، إضافة إلى تنمية الوعي المدني والاجتماعي لديهم.

ويؤكد رئيس الجمعية أن “محو الأمية هو بوابة الكرامة الإنسانية ورافعة للتنمية المحلية، وأن الاستثمار في الإنسان المتعلم هو استثمار في مستقبل الوطن”.

دعوة للتعبئة الجماعية

إن تخليد اليوم الوطني لمحو الأمية يجب أن يكون لحظة تفكير جماعي ومسؤول، لتقوية الشراكة بين مختلف المتدخلين، وتطوير المناهج والوسائل بما يضمن تعلماً ذا جودة واستمرارية. كما يجب أن تتحول أقسام محو الأمية إلى فضاءات للتكوين المستمر والإبداع، تُعيد الثقة بالنفس وتفتح آفاقاً جديدة للتعلم مدى الحياة.

وبهذه المناسبة، تدعو جمعية رباط الأجيال جميع الفاعلين المحليين والمؤسسات الشريكة إلى تكثيف الجهود من أجل تحقيق هدف مشترك: مغرب بلا أمية… مغرب المعرفة والمواطنة والكرامة.