ملحمة مغربية تهز القارة السمراء من الدار البيضاء إلى دار السلام!
ليلى حراتي
في أمسية لا تُنسى، سجّلت لبؤات الأطلس داخل القاعة واحدة من أروع الصفحات في تاريخ الكرة الإفريقية، حين قلبن الطاولة على المنتخب التنزاني، من تأخر بهدفين إلى فوز أسطوري بثلاثة أهداف لهدفين، ليُتوجن بالنسخة الأولى من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل الصالات للسيدات.
الساحر السايح: «شخصية البطلات صنعت الفارق!»
عادل السايح، مهندس هذا الإنجاز، لم يُخفِ دموع الفرح وهو يقول بنبرة يملؤها الاعتزاز: «كنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر. عشرة أشهر من التضحية والعمل الشاق، واليوم نقطف الثمار ونهدي اللقب للرياضي الأول، صاحب الجلالة الملك محمد السادس».
وأضاف بتأثر: «اللاعبات أظهرن شخصية البطل الحقيقي، لم ينهزن نفسيًا رغم الصدمة المبكرة، وواصلن القتال حتى صافرة النهاية. هذا الفوز له طعم خاص، لأننا انتصرنا بالقلب والروح، وهذا هو معدن البطلات».
«آمنة الحارثي: وعدنا الشعب.. ووَفَينا!»
قائدة المنتخب، آمنة الحارثي، بطلة اللحظة، أطلقت العنان لمشاعرها بعد اللقاء، قائلة: «وعدنا الشعب المغربي ألا نعود إلا بالكأس، واليوم نحن نُوفي بالوعد! عندما كنا متأخرات بهدفين، كنا نُسمع بعضنا البعض نقول: لن نستسلم، هذه الكأس لنا!»
ثلاثية مجنونة قلبت إفريقيا رأسًا على عقب!
المباراة عاشت على إيقاع الإثارة الخالصة؛ هدفا تنزانيا في الشوط الأول بدت كأنها صدمة، لكن روح الأطلس لا تنكسر. البداية جاءت عبر صاروخية سكينة زروالي، التي أعادت الأمل قبل أن تعادل سلمى بنعزي النتيجة برأسية قاتلة أشعلت المدرجات. ثم جاءت اللحظة الحاسمة، حين دوّت قذيفة آمنة الحارثي في شباك التنزانيات، معلنة عن انقلاب كروي تاريخي ومانحة المغرب اللقب القاري.
الجماهير… اللاعب رقم 6
الجماهير المغربية، التي زحفت لمساندة اللبؤات، تحوّلت إلى وقود إضافي دفع اللاعبات للثأر الكروي، وخلق أجواء لا تُنسى داخل القاعة، ليُصبح الانتصار فرحة شعبية تتجاوز حدود المستطيل.
وبهذا التتويج، تثبت لبؤات المغرب أن الرياضة النسوية المغربية تعيش عصرها الذهبي، وأن علم المغرب سيظل خفاقًا في سماء البطولات، بفضل روح لا تعرف المستحيل.