عين على الجوار الأوروبي

كتاب واراء
30 أكتوبر 2025
عين على الجوار الأوروبي
رابط مختصر
محمد الغزاوني

الحرب الروسية – الأوكرانية :
زيلنسكى والحيرة بين تشبث امريكا بالغاد المواجهة . وخشية. اوروبا من تداعيات التصعيد مع روسيا.

مازالت الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على الأمن والسلام في العالم . وأصبحت مثار قلق كبير لشعوب العالم و التي اصبحت تهدد بخطر اندلاع حرب كونية بطعم نووي يمثل كابوسا مفزعا يهدد البشرية بالفناء.
ولعل الخطورة القصوى التي تمثلها هذه الحرب ، هو ما جعلها محورا للكثير من التحركات النشطة خلال الاسابيع الاخيرة ،
لقد شاهدنا الاجتماعات المتعددة للحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي .كما تابعنا تحركات رئيس أوكرانيا وتنقلاته بين اوروبا والولايات المتحدة الأمريكية..

فخلال الاسابيع الاخيرة جرت محادثات بين زيلنسكى و ترامب . لكنها تمت في اجواء جد متوترة . بسبب تراجع ترامب عن تسليمه صواريخ “توما هوك ” اتقاءا للتصعيد مع روسيا . مقدما له النصح بالتوجه نحو المفاوضات واللقاء المباشر بينه وبين بوتين ، في بودابست . لكن كما يعلم الجميع لم يتم اللقاء. .
في هذه الاجواء رشح ان رئيس الوزراء الانجليزي عبر عن رغبته في التعاون مع ترامب لعقد صفقة سلام على غرار ما وقع حول غزة في شرم الشيخ .
إلا ان الاتحاد الاروبي يتخوف من انسحاب ترامب من دعم اوكرانيا كما هدد عدة مرات بذلك . وعبر عن سعيه للوصول الى عقد اتفاق مع بوتين .وذلك في إطار نهج الخيار الواقعي الذي يكمن في وقف مؤقت لهذه الحرب ، وفق شروط قد تقبل بها روسيا.
وهذا ما جعل الاوروبيين يدركون بان ترامب مشغول بعقد صفقة مع روسيا وليس بتحقيق نصر لاو كرانيا .ومما عزز هذا الادراك ، تراجع ترامب عن تمكين اوكرانيا من صواريخ “توما هوك ” بعيدة المدى .
هذه التطورات جعلت اوروبا وحدها المعني بتحمل كل اعباء حرب اوكرانيا وهي غير مجمعة على راي موحد . فاكبر المكونات في الاتحاد الاروبي، وهما المانيا وفرنسا ، يحذران من الدخول في مواجهة مع الاتحاد الروسي في غياب المظلة الأمريكية .
وبالموازاة مع ذلك ، نجد زيلينسكي بدوره ، يعبر صراحة عم خشيته من فقدان الدعم الامريكي ، وفي نفس الوقت يعود الحاضنة التي يخوض حربا بالوكالة عنها. . وهي الاتحاد الاروبي . وذلك من أجل جعل اوروبا تتحرك وتبحث عن موقف موحد لدعم اوكرانيا التي تسعى لهزيمة روسيا . لكن الاوروبيين انفسهم- رغم التصريحات الإعلامية – غير متحمسين للذهاب بعيدا في مواجهة الدولة الروسية منفردين.
وهكذا يمكننا القول ان ماهو قائم الى الآن . يمكن تلخيصه في ان امريكا مازالت تتمسك بخيار ما تسميه بالواقعية بدل خيار المواجهة . وهذا ما جعل الاتحاد الاروبي يرفع شعار بناء قدرات أمنية مستقلة عن الغطاء الأمريكي .الا ان الدول الاروبية ما تزال منقسمة . والرئيس الاوكراني يشعر بانه في وضع غير مريح امام تاكده بأن المنقذ الامريكي غير متحمس لمسابرة رغبات زيلينسكي في حربه بالوكالة التي خربت بلاده وشردت شعبه وانهكت اوروبا التي ترغب بدورها في انهاك روسيا .
فهل سيشرع الرئيس الاوكراني في إعادة النظر في اختباراته والبحث عم مخارج
مع جاره الاقرب . والقرب هنا ليس جغرافيا فقط, بل القرب متعدد الابعاد المعروف بين البلدين . والتعحيل بطئ هذا الصراع و اعتباره خصام عائلي يمكن تخطيه بحكمة . وابعاد التدخلات المحملة بمخططات الجيوبوليتيك. وفوق هذا وذاك ، فهذه الحرب لها عواقب مزعجة تتجاوز البلدين .
فما اعوج العالم الى وقفها وإعادة بناء الثقة والعودة إلى التعاون والحفاظ على السلم. لما فيه خير لكل الشعوب .

محمد الغزاوني
30/10 /2025