حوار يرصد مسيرة فنية متعددة بين الزجل – المسرح و الترجمة
يعتبر سعيد بركة أحد الأسماء البارزة في المشهد الزجلي المغربي المعاصر، حيث نسج تجربته من خيوط الواقع المغربي بلغة ساخرة، حادة أحيانًا، لكنها مفعمة بالصدق الفني. أصدر ديوانه الزجلي الأول «عبلة» الذي لقي اهتمامًا في الأوساط الأدبية، ليس فقط لقوة النصوص، بل أيضًا لجرأتها في طرح أسئلة الإنسان المغربي البسيط وسط واقع متحول ومعقد.
في هذا الحوار، نقترب من تجربة سعيد بركة، نتتبع خيوطها الأولى، ونستعرض محطاتها المتنوعة بين الكتابة، المسرح، الأغنية، والترجمة و الزجل.
أجرت الجوار: ليلى حراتي
ρ سعيد بركة، لنبدأ من البداية. من أين جاءت شرارة الزجل؟
- الزجل جاء من الحياة، من القهاوي، من لسان الناس، ومن السخرية اليومية. بداياتي كانت من المسرح، كنت أكتب وأمثل، لكن الزجل شدّني بلذّته الآنية، بلغته القريبة، وبكونه يحمل في طيّاته فنًا ساخرًا وسلاحًا ناعماً لمساءلة الواقع.
ρ ديوانك «عبلة» أثار انتباه المتابعين… لماذا هذا العنوان؟
الاسم مستفزّ، وكنت أقصد ذلك. «عبلة» ليست فقط الحبيبة الكلاسيكية عند عنترة، بل رمز لكل ما هو بعيد المنال، المتخيَّل، وربما حتى المستَغَل في الثقافة. في الديوان، عبلة تتحول إلى صوت، إلى امرأة، إلى وطن، إلى وجع، إلى فانتازيا زجلية.
ρ هل يمكن أن نقول إن الزجل عندك موقف سياسي واجتماعي؟
- الزجل عندي أداة تعبير قبل كل شيء، لكنه لا ينفصل عن همّ المجتمع. لا أكتب للترف اللغوي، بل لأقول ما لا يُقال، لأحرّك الأسئلة، وأحيانًا لأضحك على المأساة من شدّة وجعها.
ρ نشاطك لا يقتصر على الزجل، بل شمل أيضًا الترجمة، والمسرح، والبرامج الثقافية… حدّثنا عن هذا التعدد.
أنا ابن الفرجة. المسرح غذّى خيالي وأعطاني أدوات الاشتغال على الإيقاع والسينوغرافيا داخل النص الزجلي. الترجمة فتحت لي أبواب اللغات والثقافات الأخرى، خصوصًا الشعر الإسباني. وقد ساهمت في ترجمة مختارات شعرية لمؤلفين عالميين. أما البرامج، فقد كانت وسيلة للوصول إلى جمهور آخر عبر التلفزيون.
ρهل تعتبر نفسك زجّالًا أولًا أم مسرحيًا أم مترجمًا؟
- أنا كائن نصوص. أتحرك حسب ما تمليه اللحظة والموضوع. الزجل قد يكون الواجهة الأوضح الآن، لكنه ليس المنتهى. الفن واحد، وتعبيراته متعددة.
ρ ما الذي تشتغل عليه حاليًا؟
- أكتب مسرحية ثنائية جديدة بعنوان «المعقول ب اتفلية»، وهي نص ساخر عن العبث الذي نعيشه باسم «المعقول»، وكيف يمكن أن تتحول العبارات الرنانة إلى أقنعة للعبث. أشتغل أيضًا على إصدار زجلي ثانٍ قيد التشكل.
و بصدد كتابة كلمات أغنية «البحر» من تلحين و غناء يونس باكو ابن المرحوم باكو من مجموعة ناس الغيوان.
ρكلمة أخيرة عن الزجل؟
- الزجل ليس فن الهامش، بل هو جوهر التعبير المغربي. يكفي أن نسمعه جيدًا.
بطاقة فنية لسعيد بركة:
ولد بمدينة الدار البيضاء سنة 1965 الدارالبيضاء من اب وام صويريين ترعرع وسط عائلة تتكون من 8 افراد
• عمل كإطار سابق بمطار محمد الخامس لكن حب الكتابة دفعه إلى المغادرة الطوعية.
* يشتغل حاليا ككاتب، شاعر، سيناريست، زجال، و أستاذ الدارجة المغربية.
* أصدر ديوانه الأول «عبلة» عام 2023.
* ساهم في كتابة أغاني باللهجة المغربية
* ديوان زجلي «عبلة»
*مسرحية «كلب المدير»
*مسرحية «السانديك»
*سيناريو فيلم قصير «سكسو و سخينة»
*سيناريو فيلم تلفزي «مرتي مديرتي»
* كلمات اغنية «يازينة ياعربية» غناء حميد بوشناق
* كلمات اغنية «الحب اصعيب» غناء فتاح النكادي
* كلمات اغنية «البحر» غناء يونس باكو.
* كلمات اغاني مسرحية «العودة» اخراج فاطمة الجبيع.
* كلمات اغنية الريح من تلحين الفنان الملتزم رشيد شناني، كتبت ابان الربيع العربي بتونس
* ترجمة و مغربة إحدى أغاني المغني العالمي «بوب ديلن» لفائدة إحدى الشركات الفنية الفرنسية.
اعمال فنية في الأفق
* أعمال مع الفنان حميد بوشناق والفنان يونس باكو، بالاضافة الى الاشتغال على اللمسات الأخيرة لـ:
* نص مسرحي يحمل عنوان «المعقول ب اتفلية».
و يذكر أن لسعيد بركة عدة مشاركات و مسهامات في منابر إعلامية مختلفة، ملتقيات و في عدد من المهرجانات.