خديجة بندام.. حين تكتب امرأة مغربية اسمها في سجل الذرّة

مجتمع
17 سبتمبر 2025
خديجة بندام.. حين تكتب امرأة مغربية اسمها في سجل الذرّة
رابط مختصر

ليلى حراتي

لم يكن صعود المغربية خديجة بندام إلى رئاسة المجلس الدولي للجمعيات النووية حدثاً عابراً، بل انعطافة تاريخية في مسار المرأة والعلوم معاً. فهي أول امرأة في العالم تتولى قيادة هذه المؤسسة العلمية العريقة، فاتحةً باباً جديداً أمام الكفاءات النسائية، ورافعةً اسم المغرب عالياً في سماء الريادة النووية السلمية.

مسار أكاديمي متين

تخرجت مهندسة من المدرسة المحمدية للمهندسين، سنة 1998 أحد أعرق معاقل التكوين العلمي بالمغرب.

و في سنة 2002 نالت دبلوماً عالياً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تخصص الوقاية من الإشعاع وأمان مصادره.

و عززت تكوينها بدبلوم الدراسات العليا في الفيزياء النووية، لتصبح من بين القلائل المتخصصين بعمق في هذا المجال.

على مدى أكثر من عشرين عاماً، راكمت بندام خبرة واسعة في مشاريع تتعلق بالأمن النووي، الاستخدامات السلمية للطاقة، والطاقات المستدامة. حضورها لم يكن تقنياً فقط، بل استراتيجياً أيضاً، حيث ساهمت في صياغة سياسات وتوصيات على المستويين الوطني والدولي، دعماً لتمكين الدول النامية من الاستفادة من التكنولوجيا النووية في بيئة آمنة.

شغلت منصب النائبة الأولى لرئيس المجلس الدولي للجمعيات النووية (INSC) منذ يناير 2025.

تولت رئاسة منظمة المرأة في المجال النووي بالمغرب، حاملةً على عاتقها مشروع تمكين النساء من اقتحام هذا القطاع العلمي.

عضو بارز في مجلس الإدارة والمجلس التنفيذي لـ Women in Nuclear – Global، وهو ما منحها إشعاعاً واسعاً وحضوراً مؤثراً في المحافل الدولية.

اختيار خديجة بندام على رأس مؤسسة نووية عالمية هو رسالة بليغة بأن الكفاءة لا تعترف بالنوع الاجتماعي، وأن المغرب قادر على إنجاب عقول علمية تُسهم في رسم السياسات الكبرى للمعرفة والابتكار.

و تُجسد -اليوم- بندام صورة المرأة المغربية القادرة على تحويل الحلم إلى إنجاز. إنها أيقونة علمية وسفيرة للكفاءات النسائية، وإلهام للأجيال الطامحة إلى أن العلم والمعرفة هما السبيل الأضمن نحو الاعتراف والريادة.