حملة إعلامية وهجوم سيبيرياني مدعوم يستهدف المغرب .

سياسة
15 سبتمبر 2025
حملة إعلامية وهجوم سيبيرياني مدعوم يستهدف المغرب .
رابط مختصر

تتعرض المملكة المغربية لحملات إعلامية معادية وهجومات اليكترونية واسعة . تدفع إلى التساؤل عن هوية الجهات او الأطراف التي تقف خلفها .و عن دوافعها واسباب اختيار الظرفية الحالية لاطلاق هذه الحرب الشرسة .
ان التامل في هذا الامر يحيلنا الى الربط بين هذه الحملة وسياقاتها و بين العديد من الاعتبارات الداخلية والخارجية .وذلك ما سنحاول استعراضه بايجاز فيما يلي :
اولا ـ من يدير هذه الحملة ويوفر لها الدعم ؟
كل المعطيات تؤكد تورط معارضين مغاربة من نوع خاص .يشتغلون من الخارج ضد بلدهم مباشرة . بعضهم يفعل ذلك بشكل فردي والبعض الآخر يظهر انه قوي الارتباط بمنظمات مختلفة تنفذ اجندات جهات يوحدها العداء للمغرب. منها هاهو حقوقي منها ماهوسياسي اوجيو سياسي… نعم هناك بعض الأفراد يتخفوت وراء شعارات ومباديء وارتباطاتهم غير واضحة .لكن الاكيد انهم تتمتعون بالدعم والا اما تمكنوا من الإستمرارية . ذلك ان هذه الحملات تتطلب امكانيات مادية وتقنية تتجاوز قدرات الأفراد . وهذا ما يشير بوضوح إلى أن هناك دعم منظم . والاحتمال الكبير أن مصدر هذا الدعم والتنظيم والتنسيق هو الأطراف التي ترى أن تصاعد النفوذ المغربي واختراقاته ، يهدد مصالحها ( ملف الصحراء والعلاقات الدولية وتطور الاقتصاد والبنيات التحتية )
وهناك كذلك لوبيات مرتبطة بملفات حساسة مثل الطاقة والهجرة والتعاون الأمني مع عدة قوى دولية وخاصة اوروبا .و امريكا . وبالطبع فإن هذه اللوبيات لا تتوانى في دعم كل ما يساهم في اضعاف المغرب والأساءة لصورته .
اما شبكات الهاكرز و البروباغاندا ، فهي من فعل وتنظيم اجهزة خاصة .
ثانيا ـ لماذا اختيار هذه اللحظة بالذات ؟
1ـ نذكر في البداية ملف الصحراء ، وما حققه المغرب من نجاحات ديبلوماسية مهمة في السنوات الأخيرة ، وهذا ما دفع ويدفع الجهات التي تشعر انها متضررة . وهي معروفة .الى القيام بكل ما تعتقد انه قد يعرقل هذا الزخم الدبلوماسي المغربي المتواصل بقوة .
2 ـ ان الاستحقاقات الداخلية المغربية ، وخاصة مسألة النقاش حول تعديل القوانين الانتخابية. التي امر بها ملك البلاد ، استعدادا لانتخابات 2026 . فهذا الامر يمكن ان يكون بدوره مناسبة امام الجهات المعادية ، لتعمل على اضعاف الثقة و خلق ضجيج اعلامي مشوش .
3 ـ ظرفية التوترات التي تتأثر بها المنطقة . وخاصة انعكاسات الحرب الاسرائيلية على غزة ودول الشرق الاوسط ، وعودة التنافس الطاقي، مما قد يجعل الطرف الجزائري ، اكثر تورطا في كل ما يمكن ان يسيء لصورة المغرب ، وربط ذلك بخطابات مضللة مثل رفع شعارات رنانة . من قبيل” التطبيع “.
4 ـ هناك كذلك، عنصر المفاوضات الحساسة بين المغرب والاتحاد الاوروبي بخصوص التجارة والطاقة والهجرة والامن . وغير خاف ان هناك من دأب على الاستثمار في الضغط الاعلامي الذي يمكن أن يستغل كورقة تفاوضية ، فيعمد الى تمويل منصات التواصل و سائل الإعلام . وتمويل اللوبيات وشراء الضمائر .
5 ـ امام ضعف قدرة الحكومة المغربية على احتواء الأزمة الاجتماعية وتزايد الضغط المعيشي لعدة شرائح اجتماعية في الداخل المغربي ، وجدت فيها الجهات المعادية مادة تستغل لابراز خطاب ” التذمر” وتضخيم العجز ا لحكىومي والنفخ في تدهور الأوضاع المعيشية .
وخلاصة القول ان هذه الهجمات الموجهة للمغرب . يظهر انها ليست مبادرات فردية معزولة ، وليست صادرة عن معارضين نزهاء ، بل هي جزء من استراتيجية ضغط خارجي ، يستغل هفوات واوضاع الداخل ، لقيادة استهداف كبير ، تتقاطع فيه عدة أطراف . وان كان الطرف الاساسي الذي يؤدي الفاتورة ، هو النظام الجزائري الذي أعلن المملكة المغربية عدوا كلاسيكيا. و ما جعل كل ذلك يتحرك في هذه الظرفية .كون المغرب حقق نجاحات في ملفات جد هامة وانه مقبل على استحقاقات دبلوماسية وسياسية في سياق اقليمي دولة ملتهب . لكن ضعف التبصر السياسي ، دفع بالبعض الى مواجهة المحتجين بدل احتواء مطالبهم . وتهديد المدونين والصحفيين المغاربة وتوعدهم بدل قيادة ردود فعل إعلامية وطنية لرد كيد اعداء المملكة المغربية .
محمد الغزاوني
في 15شتنبر 2025