بدر
في سجل الرياضة المغربية، أسماء كثيرة مرّت، ووجوه كثيرة أشرقت ثم غابت، غير أن بعض الرجال يتركون بصمة لا يمحوها الزمن، ويظلون خالدين في ذاكرة الأندية وجماهيرها. ومن بين هؤلاء، يبرز اسما عز الدين برادة، الأب الروحي لفريق شباب السوالم، وبوشعيب بن الشيخ، الرئيس السابق للنادي، كرمزين نادرين للعطاء والتفاني.
ففي الوقت الذي عرفت فيه الكرة المغربية محطات صعود وهبوط، ظل هؤلاء الرجال صامدين، مؤمنين بأن شباب السوالم يستحق مكانته، وأن العطاء لا يقاس بالمناصب بل بالفعل والإخلاص. برادة، الذي وضع اللبنات الأولى، بنى الفريق من لا شيء، فكان له الفضل في غرس قيم الانضباط والطموح، فيما واصل بن الشيخ المسيرة بثبات، حاملاً المشعل في أحلك الظروف، وداعمًا لا يتراجع حين يشتد الخطب.
وخلال الجمع العام الانتخابي الأخير، أعلن النادي عن ميلاد إدارة جديدة يقودها ربيع عبد الهادي ومحمد بن الطيبي، في مشهد يجمع بين الأمل والتجديد، ويعكس رغبة حقيقية في البناء على إرث من سبقوا. لكن قبل أن تُفتح صفحة جديدة، لا بد من الوقوف وقفة وفاء، لمن كتبوا فصول الأمس بكل أمانة.
لم يكن بن الشيخ مجرد رئيس، بل كان محركًا للفريق وقت الركود، وداعمًا صادقًا حين عزّ الدعم. مبادر دائمًا، متواجد وقت الحاجة، يفتح الأبواب أمام المواهب، ويجعل من شباب السوالم أكثر من مجرد فريق… بل كيان له روح.
أما برادة، فقد رحل بعد أن أسس وشيّد، لكن ذكراه باقية. أما بن الشيخ، فرغم مغادرته للكرسي، إلا أنه باقٍ في القلوب، في الممرات، وفي تفاصيل النادي الذي أحبّه.
إنهما ليسا مجرد اسمين في سجل الرؤساء، بل مدرسة في الوفاء والانتماء. ومثل هؤلاء لا يغيبون عن دفاتر المحبين… لأن هناك رجالًا، يصنعون الفرق في صمت، ويتركون أثرًا لا يزول.
