في عشية اليوم امتزج فيها الفن بالكلمة، شهد القصر البلدي بتولال حدثًا استثنائيًا حيث التقى الجمال في أبهى صوره. كان حفل توقيع كتاب جنازة رجل للكاتب حسن بيسي الحاجبي مناسبةً ليست للاحتفاء بالحرف وحده، بل لتتويج لحظةٍ كان فيها الإبداع ملكًا، يتجلى بين أنامل الفنانين، ويرقص على نغمات الموسيقى، ويترجم الحكايات بين ثنايا الألوان.
معرض تشكيلي و موسيقى و بلاغة الحرف يجتمعون في حفل في القصر البلدي بتولال
عشية تجلّت فيها أنغام الإبداع، وتعانقت الألوان مع الألحان،
كان المعرض احتفاءً ليس فقط بالأعمال الفنية، بل بالروح التي تسكن كل ضربة فرشاة، وبالنغم الذي ينساب بين اللوحات، ليحكي قصصًا لم تكتبها الكلمات، بل نقشها الضوء والظل على قماش الأحلام.
للحضور الكريم، أنتم النبض الذي أضفى للحفل سحره، أنتم الخطوات التي تجوّلت بين الأعمال لتمنحها حياةً أخرى، بعيونكم اكتملت الصورة.
شكرًا لكل من كان جزءًا من هذا الحدث، لكل فنانٍ جسّد رؤيته على القماش، ولكل مبدعٍ حمل فكره بين الألوان والأشكال، ليحوّل المساحات الصامتة إلى قصائد مرئية.
ولا يسعنا إلا أن نرفع القبعات احترامًا للإعلاميين الذين حملوا هذه التظاهرة إلى رحابٍ أوسع، والكلمات التي أعادت صياغة المشهد بألقٍ جديد. كنتم العين الثالثة التي رأت أبعد من السطح، فلكم كل الامتنان.
إلى أعضاء جمعية داني ألوان للفن والإبداع، يا من كنتم الروح التي تنبض في شرايين هذا المشروع، أنتم من جعل الأحلام واقعًا، وجعل من الألوان بوصلةً تقود إلى الإبداع. وكذلك، شكرٌ خاص لأعضاء جمعية أمجاد الذين أضفوا على هذا الحدث لمساتٍ من الرقي والتنظيم المتقن، ليبدو المشهد كما يليق بجمال الفن وأهله.
أما للفنان القدير المقدم أنوار الدقاقي، فإن حضورك كان ومضةً من نور، ورمزًا لعطاءٍ لا ينضب، يفيض بالإبداع ويهدي للأجيال دروسًا في العزم والجمال.
وكذلك للأستاذ المبدع عبد الحليم غالي، الذي كان دعمه إضافةً ثمينة لهذا النجاح، فشكرًا لكما على كل ما منحتموه لهذا المحفل الفني الراقي.
ولأن الفن لا يكتمل إلا حين تتراقص الألحان في مساحاته، فقد كان لفرقة كورال الرشاد وقعٌ أشبه بالسحر، حيث جعلونا نبحر في عوالم الطرب العذب، ننتقل بين النغمات كما ينتقل الضوء بين الألوان، فكان الختام سيمفونية متكاملة، لا تُنسى.
أما أنتم، نقادنا الأعزاء، فإن الحروف تقف إجلالًا أمام أعينكم الفاحصة، وأقلامكم التي خطّت رؤاها بصدقٍ وعمق. أنتم المرآة التي تعكس الجمال، والأفق الذي يوسع مدارك الإبداع، فبكم يزهر الفن، وبكم يعلو.
ولا يمكننا أن نغفل عن اسمٍ تألّق في سماء هذه الأمسية، الأستاذ محمد أمين النضيفي، الذي أدار الحوار بلباقةٍ وحنكة، وصاغ من الكلمات جسرًا من الفهم العميق والتفاعل الأنيق.
إلى كل عاشقٍ للفن، إلى كل مؤمنٍ برسالته، إليكم جميعًا، كل الشكر، كل الامتنان، وكل الحب. أنتم الذين تصنعون المشهد، وتمنحونه روحًا، فبكم يستمر العطاء، وبكم يُروى عطش الجمال.
جمعية داني ألوان للفن والإبداع لم تُخلق لتضع الألقاب، ولم تُؤسس لتصنع الفوارق، بل جاءت لتكون الفن جسراً يوحّد، لا حاجزًا يفرّق. هي ساحةٌ مفتوحة لكل مبدع، من أي لونٍ كان، من أي مجالٍ أتى، لا أحد فيها فوق أحد، ولا اسم يعلو على آخر، لأن الإبداع لا يعرف حدودًا، والفن لا يعترف إلا بجماله النقي.
أما رئيسها، فهو تلميذٌ في مدرسة الإبداع، يتعلّم كل يوم، ويستلهم من كل فكرٍ وقلمٍ وريشة. يؤمن بأن الفن ليس حكرًا، بل لغةٌ يتحدث بها كل من امتلأ قلبه بالشغف، فهنا، لا صوت يعلو إلا صوت الجمال، ولا ظل يمتد إلا ظل الإبداع الذي يجمعنا جميعًا تحت سمائه الرحبة.
زهير داني
#جمعية_داني_ألوان_للفن_و_الإبداع









