]ليلى حراتي
في زمن التحولات العميقة التي يشهدها تدبير الشأن المحلي بالمغرب، تبرز أسماء نسائية قوية تحمل مشعل التغيير بوعي وكفاءة. من بين هؤلاء، تلمع بشرى برادي، المهندسة الصارمة والهادئة التي تم تعيينها عاملة على عمالة مقاطعة عين الشق، إحدى أكثر المقاطعات الدينامية بالدار البيضاء.
تنتمي بشرى برادي إلى جيل المهندسين الذين اختاروا الانتقال من عالم التقنية إلى عوالم التدبير الإداري والحوكمة الترابية. خريجة المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك، تدرجت برادي في مسارات مهنية صلبة، تنقلت خلالها بين القطاعين العام والخاص، حيث راكمت تجربة تفوق ثلاثة عقود في ميادين تتطلب دقة عالية وتدبيراً عقلانياً، من تدقيق الصفقات إلى الإشراف على مشاريع الإنارة العمومية، ومن تسيير وكالات الماء والكهرباء إلى المناصب العليا في شركات التدبير المفوض.
امرأة من طينة خاصة، صلبة الرؤية، دقيقة في القرار، وقريبة من نبض الشارع. لا تبني نجاحها على الخطابات أو الظهور الإعلامي، بل على العمل الميداني، ومراكمة النتائج، والإصغاء الذكي لانتظارات المواطنين. خبرتها الطويلة في تدبير المرافق الحيوية جعلت منها نموذجاً في التعامل مع الأزمات والملفات الشائكة، خاصة تلك المرتبطة بالبنيات التحتية والخدمات الأساسية.
يعوّل سكان عين الشق اليوم على بشرى برادي في إحداث رجة إيجابية داخل الإدارة الترابية، وتحقيق قفزة نوعية في مستوى الخدمات العمومية. وبقدر ما يحمل هذا التعيين أبعاداً رمزية مرتبطة بالكفاءة النسائية، فإنه يعكس أيضاً إرادة رسمية لتجديد النخب الترابية بروح مهنية عالية ونظيفة.
بشرى برادي، اسم يعِد بالكثير، ومسار يجسّد التحول الهادئ نحو مغرب يُدار بكفاءة وضمير.
