تورطت كل من أوكرانيا وروسيا في حرب تتعلق بسباق أوسع من التنافس الجيوسياسي. . اصبحت بموجبه اوكرانيا تأخذ حربا مدمرة بالوكالة عن الغرب الذي يسعى الى انتهاك روسيا ووقف تقدمها وتطوير قدراتها وتحولها الى قوة تنافس جيرانها الغربيين.
اذا كانت روسيا قد أضطرت الى الدخول في هذا الصراع العسكري الخطير ، لوقف مخططات محاصرتها وتقزيمها من طرف الدول الغربية . فإن
أوكرانيا تم الزج بها في حرب بالوكالة دمرت اوكرانيا وشردت شعبها .وأصبحت تقوم بمهام حددت لها . لكن اذا كانت روسيا تتوفر على قيادة على درجة من الإستقلالية فان أوكرانية . أظهرت الوقائع والتطورات انها في حاجة إلى قيادة قادرة على إخراجها من “محرقة حرب مفتعلة”؟
إذا أخذنا بوجهة النظر التي ترى هذه الحرب بانها “محرقة مفتعلة” هدفها إنهاك روسيا، فإن الإجابة . فإن أوكرانيا تحتاج إلى قيادة تملك رؤية استراتيجية حقيقية توازن بين المصالح الوطنية والسيادة، وبين واقع الصراع الجيوسياسي الدولي. الذي يراد لها ان تكون فيه “حطب ” نيران حرب طاحنة … ذلك ان وكرانيا واقعة بين قوتين كبريين: روسيا من جهة، والناتو/الغرب من جهة أخرى.
و موقعها الجغرافي جعلها، تاريخياً، ساحة صراع نفوذ أكثر من كونها فاعلاً مستقلاً تماماً.
لكن القيادة الأوكرانية، برئاسة زيلينسكي، اتخذت موقفاً جعلها أداة لمواجهة الدب الروسي بتمويل وتسليح غربي.
والأمر الذي يغيب عن القيادة الأوكرانية هو ان هذا الدعم الغربي، غير مضمون على المدى الطويل. لفائدة حرب هي اصلا حربا مفتعلة . حيث تم استدراج روسيا لشنها ودفعت اوكرانيا لتكتوي بنيرانها .
يظهر ان مصلحة أوكرانيا الحقيقية ليست في أن تُستخدم كأداة لإنهاك روسيا.
ولا في أن تُخضع لمعادلة رهان القوة امع الدولة الروسية
بل في أن تحمي استقلالها، وتُبعد نفسها عن أن تكون مجرد ساحة صراع لوكلاء دوليين
ان أوكرانيا بحاجة فعلية إلى قيادة براغماتية وذات استقلالية استراتيجية، قادرة على فهم لعبة القوى الكبرى.
و السعي بطرق اخرى ملائمة لحماية وحدة الأراضي الأوكرانية دون الوقوع في فخ الحروب المدمرة وطويلة الأمد. وتأمين مصلحة الشعب الأوكراني على المدى البعيد، وليس الدفاع المجاني عن مصالح الغرب أو الشرق.
.
