اوروبا .. تغيير اللهجة اتجاه محرقة اسرائيل في غزة . بين قوة الدعم الشعبي للحق الفلسطيني. و المواقف الرسمية المتناقضة .

2025-05-31T08:20:35+00:00
2025-05-31T09:22:25+00:00
كتاب واراء
31 مايو 2025
اوروبا .. تغيير اللهجة اتجاه محرقة اسرائيل في غزة . بين قوة الدعم الشعبي للحق الفلسطيني. و المواقف الرسمية المتناقضة .
رابط مختصر
محمد الغزاوني

بعد مرور أكثر من 19 شهرا على محرقة غزة ومجازر الضفة الغربية .وارتفاع قلق وسائل الاعلام و الحكومات والزعامات السياسية باوروبا ، من احتمال خسارة الرأي العام وانقلابه ضدهم لانحيازه و تعاطفه القوي مع القضية الفلسطينية ، اضطرت هذه الجهات الاروبية. الى تغيير اللهجة اتجاه اسرائيل ، واخذت تظهر مواقف رسمية تنتقد الانتهاكات والفضاعات الاسرائيلية بغزة . وبدأنا نسمع بدعم حل الدولتين، وبالدعوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية. والاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة عموما … وجدير بالذكر هنا ، ان الموقف الاسباني جد مختلف عن باقي الدول الاروبية. فهو موقف مؤيد لحق شعب فلسطين بصدق وقوة وبشكل لم يتغير . اذا
قارناه مع عدم وضوح لهجة اوروبا اتجاه ما يجري في غزة، حيث انه بالموازاة مع ذلك، تم شروع هذه الدول واعلامها ،في الترويج بقوة لتهم معاداة السامية ، كوسيلة لإسكات الاصوات المعارضة . وفي نفس الوقت تقوم هذه الدول بالرفع من حدة مشاعر العداء للمسلمين ( الاسلامو. فوبيا). خاصة في فرنسا والمانيا ، هذه الأخيرة التي عبرت على لسان مستشارها عن الدعم الثابت لاسرائيل . كما حذر رئيسها “فالتر شتاينماير” مما سماه “الطيش في إدانة اسرائيل ”
اما في ايطاليا فإن وسط اليسار ينوي التعبئة الشعبية للخروج الى شوارع روما لادانة مجازر اسرائيل في غزة. وشبكة الجمعيات، تنوي الخروج يوم 21 يونيو 2025 تحت شعار “اوقفوا تسليح اوروبا ” اي دعوة الدول الاروبية. الى التوقف عن مد الجيش الأسرائيلي بالسلاح لقتل شعب فلسطين .
على الصعيد الرسمي قال وزير الدفاع الإيطالى ان ما يفعله نتنياهو خاطيء تماما.و انه تجاوز حدود “الحرب المشروعة. ” ضد حماس التي “تظل منظمة إرهابية ويجب القضاء عليها” حسب قوله . ولكنه في نفس الوقت يقول بان ايطاليا كانت دائما تدافع عن حل الدولتين .
ولا تفوتنا الاشارة الى أن نتنياهو وجه انتقادات قوية لفرنسا خاصة لرئيسها بالاسم والصفة والى المملكة المتحدة وكندا ، متهما اياهم بتشجيع حماس . وذلك بدعوتهم لوقف حرب اسرائيل في غزة وتسهيل ادخال المساعدات الإنسانية لسكانها المحاصرين . كما حاول نتنياهو الربط بين هذه المواقف و مقتل اسرا ئيليين بواشنطن. وهنا تجدر الإشارة إلى أن كلام نتنياهو عن هذا الموضوع ، يطرح التساؤل عن الجهة الحقيقية التي تقف وراء هذا الحدث والهدف منه في هذه الظرفية بالذات . و في نفس الوقت يعيد الى الأذهان تلك المناورات التي تعرفها اوروبا من وقت لآخر والمتعلقة. بادعاء يهود اوروبا انهم مهددون وذلك بهدف التعتيم على جرائم اسرائيل. ومن ذلك لجوء بعضهم لرسم نجمة داود على مساكنهم و الادعاء بأنها مقدمة للاعتداء عليهم .
اما الجاليات المسلمة، فإنها تعيش احلك ايامها من إجراءات التضييق عليها وصنع الأحداث التي تلحق الأذى بسمعة المسلمين والصاف تهم معاداة السامية بهم ، تماما كما وقع مع تأسيس داعش والقاعدة ، وممارساتهما التي اساءت كثيرا للمسلمين . والحال انهم كذلك ساميون ويتعرضون للاتهام بمعادلة السامية .وكثيرا ما يعنى بها كراهية اليهود .علما ان المسلمين عبر التاريخ هم من كان يحتضن اليهود ويدافع عنهم ضد حملات الإبادة التي تعرضوا لها في اوروبا بالخصوص . وهذا ما سنتناوله في موقع اخر .
و في الاخير اود الاشارة إلى أن سبب ما يعانيه الموقف الاروبي في هذا المجال من هشاشة . هذا السبب ياتي في سياق تعرض اوروبا لضغوك محاولات التوازن بين المباديء الليبرالية التي تدعي الالتزام بها والانزلاقات التي تفرضها التحالفات والارث الذي يلاحق اوروبا بكل ثقله وتناقضاته . و اكراهات الجغرافية السياسية ومنطق المصالح . وكيفما كان الحال فإن الموقف الاروبي مما يجري في الشرق الاوسط يعد تقدما نحوصنع السلام في هذه المنطقة المجاورة للاتحاد .