درجت مليشيا الدعم السريع المتمردة في الآونة الأخيرة بعد فشلها في بسط سيطرتها على السلطة في السودان تنفيذاً للمشروع الاستراتيجي المخطط له من قبل القوى الإقليمية والدولية والذي يهدف فيما يهدف السيطرة على مقدرات الدولة السودانية أو تقسيمها وفقاً لمصالح تلك القوى، وقد تجلى ذلك من خلال إصرارهم المستمر على تقديم الدعم غير المحدود لمليشيا الدعم السريع المتمردة بالسلاح والمال والمسيرات وغيرها من الوسائل اللوجستية.
وبعد أن استطاع الجيش السوداني إحباط مخططات التآمر الإقليمية والدولية وأحكم سيطرته على العاصمة الخرطوم ومدن وسط السودان وتطهيرها من مليشيا التمرد ،فضلاً عن مدن شرق وشمال السودان التي لم تدخلها المليشيا.
وانتقال الجيش والقوات النظامية المختلفة إلى مطاردة المليشيا في مدن وقرى غرب السودان التي لجأت إليها المليشيا بعد الهزيمة الساحقة في الخرطوم ، وقد أظهرت المعارك الأخيرة في كافة الجبهات بأن قوات المليشيا تعيش حالة من التخبط والارتباك والانهيار المعنوي بعد أن فقدت السيطرة على الكثير من المواقع والخسائر الفادحة على مستوى الأفراد والعتاد العسكري وبات وجودها منحصرا في غرب البلاد مما أفقدها زمام المبادرة والقدرة على الحركة.
وبعد أن تأكد عجز المليشيا في مواجهة الجيش بدأت القوى الإقليمية الداعمة للمليشيا بتزويدها بالمسيرات الإستراتيجية والانتحارية بهدف تدمير المنشآت الحيوية داخل السودان من محطات الكهرباء والسدود والموانئ والمطارات إضافة إلى استهداف المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم وهو ما ظهر في قتلها إلى ما يزيد عن 31 مواطن سوداني بدم بارد في منطقة ” الصالحة ” بضواحي العاصمة الخرطوم ، وأكثر من 100 مواطن في مدينة ” النهود ” وأكثر من 600 نازح في مخيم زمزم بمدينة الفاشر ، وأخيراً استهدافها أول أمس المطار المدني الدولي في مدينة بورتسودان ، وجميعها جرائم وانتهاكات واضحة وثقتها الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات التابعة لها كما أنها جرائم يعاقب عليها القانون الدولي الإنساني ، وهو الأمر الذي لقى إدانات دولية واسعة.
وبهذا الخصوص فقد توالت الادانات الدولية وكانت أول ردود الفعل صدرت من جانب الاتحاد الأفريقي ومصر والسعودية وقطر وتركيا حيث جددوا دعمهم الكامل للدولة السودانية ووقوفهم إلى جانب الشعب السوداني لتحقيق تطلعاته في التنمية والازدهار وشددوا على ضرورة الحفاظ على مقدرات الشعب السوداني وحدة وسيادة السودان وعدم استهداف البنية المدنية الأساسية.
وعلى الرغم من أن الهجوم الإرهابي الغادر على مطار مدينة بورتسودان ، إلا أن سلطات الطيران المدني السودانية أكدت على حرصها على الالتزام بأعلى معايير السلامة والأمن وأنها استطاعت في وقت وجيز من التمكن من إعادة انسيابية حركة الملاحة الجوية وتشغيل المطار وعبور الطائرات بصورة طبيعية وفق القواعد القياسية المعمول بها دوليا.
ومن جانبه أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال زيارته مواقع استهداف مطار بورتسودان بمسيرات انتحارية أن مثل هذه المحاولات الجبانة لن تثني القوات المسلحة عن مواصلة معركتها الوطنية حتى القضاء التام على التمرد وداعميه الإقليميين.